الهجوم على المؤسسة الملكية يخلق أزمة بين “البام” و”البيجيدي”
محمد اليوبي
تسبب هجوم عبد العالي حامي الدين على المؤسسة الملكية، في أزمة بين حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية، بعد لجوء قادة الحزب الأخير إلى الرد العنيف على المقال الذي كتبه محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام السابق لحزب “البام”.
وبعد الهجوم العنيف الذي رد به حامي الدين على الشيخ بيد الله، ووصل إلى درجة وصفه بالانفصالي والانتهازي الفاشل، رد كذلك بقوة إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، الذي وصف بدوره بيد الله ب”الانتهازي”، وكتب يقول “اطلعت باستغراب كبير على المقالة غير الموفقة للدكتور محمد الشيخ بيد الله، التي كال فيها اتهامات مجانية لحزب العدالة والتنمية، واستغل بشكل بشع وانتهازي مادة مجتزأة من حوار داخلي مخرجاتُهُ محكومةٌ بمنهجية مضبوطة وبسقف الثوابت الوطنية الجامعة، ليقوم بانتهازية مفضوحة وبدور مقيت باللعب على حبل مستنقع الوقيعة بين الحزب ومناضليه والمؤسسة الملكية، دون مراعاة للاحترام الواجب والمكانة المحفوظة”.
وطلب الأزمي من بيد الله أن يوجه كلامه بالأسبقية وأن يبذل هذا الجهد في المقربين أولى، ويذكر بهذه القناعات نفسه وأمينه العام الحالي والسابق ورئيس مجلسه الوطني السابق، وأن يوبخهما على ما قاما به علانية وأمام الملأ من مس بالثوابت الجامعة للأمة المغربية، وأشار إلى استضافة أمينه العام الحالي، رئيس مجلسه الوطني آنذاك، وحزبه لمفكر من الشرق تطاول على الإسلام وعلى الذات الإلهية واستهزأ بالبيعة وبإمارة المؤمنين على مرأى ومسمع من قيادات الحزب، والذين لم يحركوا ساكنا، وأمام جمع غفير، وفي جلسة علنية بمؤسسة وطنية هي “المكتبة الوطنية بالرباط”، وأضاف الأزمي “كما لابد أن نذكره بتشكيك أمينه العام مؤخرا، وهو رئيس مجلس المستشارين، في الاختيار الديمقراطي وهو ثابت من الثوابت الدستورية الأربع”.
أما حامي الدين، فقد اتهم بيد الله، بأنه “يجر وراءه تاريخا من الفكر الانفصالي الحاقد على وحدة الوطن والأمة. ولازالت تربطه علاقات القرابة مع انفصاليي اليوم”، وأضاف “لم أجد متملقا منتهزا لفرصة إثبات ولائك للوطن وللملكية مثل ما وجدت وقرأت على لسان قائد فاشل لحزب فاشل تم دعمه من طرف السلطة جهارا ومع ذلك تم دحره من طرف أصوات الناخبين، ولذلك لا حاجة لكي نتهمك بالتقية لكن يكفي أن مرتزقة الوطن بالأمس يتحينون الفرصة للتزلف للملكية والتملق لها ليضعوا أنفسهم في موقع الشبهة”، وتابع بالقول في رده “هناك فرق بين أن تكتب انطلاقا من قناعة واضحة وبين أن يتم استكتابك أنت وأمثالك من طرف الدوائر المعلومة.. الذي يكتب انطلاقا من قناعات أصيلة لا يحتاج إلى لغة الحقد والكراهية وإنما يسعى إلى الإقناع بفكرته وحشد الأدلة اللازمة التي تجد طريقها منسابة إلى عقل القارئ الذكي والفطن الذي لم تعد تنطلي عليه عبارات المرتزقة الجدد”.
وكان الشيخ بيد الله، كتب مقالا تحت عنوان “لماذا الملكية معيقة”، قال فيه “لم أسمع حتى من أشد الجاهلين والحاقدين والناقمين كلاما حول المغرب أو ملكيته، مثل ما تفوه به عبد العالي حامي الدين.. فبدون مناسبة تذكر ولا مقدمات تستحضر ولا براهين تبسط، سيعتبر الملكية في شكلها الحالي معيقة للتقدم والتطور والتنمية”.. أي تطور؟ وأي تقدم؟ وأي تنمية؟ هذه التي تعيقها اليوم الملكية وهي التي اقترنت بالأوراش الكبرى وبالمشاريع التنموية الضخمة وبصورة المغرب في الخارج، والتي لا يتجرأ على إنكارها حتى من يكنون لنا العداء جهارا نهارا…”، مضيفا “وكان بودي أن أسمع من المعني بالأمر وهو المنتمي إلى حزب يقود الحكومة منذ أكثر من سبع سنوات خلت عن المشاريع التي بشر بها المغاربة في حملاته الانتخابية وماذا تحقق منها؟ وماذا كان سيكون مصير المغرب لولا أن حباه الله بملكية مشرفة على الزمن الاستراتيجي”.