وادي زم: مصطفى عفيف
مكنت التحريات المكثفة التي باشرتها عناصر الفرقة المحلية للشرطة القضائية بمفوضية الأمن بمدينة واد زم بتنسيق مع عناصر الدرك الملكي بسرية إقليم خريبكة، أول أمس (الاثنين)، من تحديد هوية المتهم بإضرام النار عمدا بالسوق الأسبوعي لمدينة وادي زم، والذي تم اعتقاله في أقل من 12 ساعة داخل منزل عائلته بالجماعة القروية أولاد عزوز بعد انتقال عناصر الشرطة القضائية إلى الجماعة المذكورة بتنسيق مع عناصر الدرك صاحبة الاختصاص الترابي. المتهم (17 سنة) والذي يعمل بالسوق الأسبوعي كمساعد تاجر للمواد العلفية أخضع للتحقيق في ملابسات وأسباب الحريق حيث أسفرت التحقيقات الأولية عن أن المتهم كان قد دخل في نزاع مع عدد من تجار (الأعلاف والتبن) بالسوق الأسبوعي حول مكان عرض البضاعات العلفية، ومحاولة المتهم الذي كان في حالة سكر مساندة أخيه الذي كان يريد ترك شاحنته بالقرب من الشاحنات المحترقة، إلا أن محاولته قوبلت بالرفض من طرف سائقي الشاحنات، وهو النزاع الذي تطور إلى حد إقدام المتهم على تهديد التجار باستعماله سلاح أبيض عبارة عن مدية كما قام بتهديدهم بإشعال النيران، الأمر الذي جعل التجار يتقدمون لمصلحة الاستمرار بمفوضية الشرطة من أجل وضع شكاية في الموضوع في وقت كان المشتكى به قد اختفى عن الأنظار، قبل أن يتفاجأ أصحاب الشاحنات خلال خلودهم للنوم بألسنة النيران تأتي على العديد من شاحناتهم. المتهم وبعد استكمال التحقيق معه تم وضعه تحت تدابير المراقبة القضائية، على أن تتم إحالته صباح اليوم (الأربعاء)، على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بمدينة خريبكة، في وقت لازال البحث جاريا عن شقيقه.
وكانت ألسنة النيران قد انطلقت في الساعات الأولى من صباح أول أمس (الاثنين)، بموقف الشاحنات والسيارات الفلاحية وأتت على 10 شاحنات وأربع سيارات فلاحية (بيكوب)، في وقت استطاع البعض النجاة من خلال تهريب شاحناتهم من مكان الحريق قبل أن تتدخل فرق الإطفاء التي استعانت بتعزيزات من القيادة الإقليمية للوقاية المدنية بخريبكة وأخرى تابعة للمكتب الشريف للفوسفاط، إلا أن قوة النيران تجاوزت فرق الإطفاء التي وجدت صعوبة كبيرة في السيطرة على الحريق بفعل سرعة الرياح وطبيعة المواد العلفية والتبنية المحملة عليها. في وقت قدر المتضررون حجم الخسائر التي لحقت بهم بأكثر من 200 مليون سنتيم، كما أسفر الحريق عن إصابة ثلاثة أشخاص بحروق وصفت بالخفيفة.