كلميم: محمد سليماني
بعدما استبشر طلاب المركز الجامعي بكلميم خيرا باستقدام المجلس الجماعي للمدينة لحافلتين عموميتين لنقل الطلاب من وإلى المركز الجامعي الموجود خارج المدار الحضري للمدينة، ما تزال الحافلتان مرابطتين منذ أشهر بمرآب الجماعة، في حين ما يزال الطلاب والطالبات يعانون الأمرين بخصوص التنقل نحو المركز الجامعي.
واستنادا إلى المعطيات، فإن عددا كبيرا من الطلاب المنتمين إلى الفئات الفقيرة والهشة، وجدوا أنفسهم منذ مدة في مأزق حقيقي، حيث لم تعد هناك وسيلة نقل تقلهم نحو المركز الجامعي الذي يبعد عن مركز المدينة ببضع كيلومترات، إضافة إلى وجوده في مكان خال، الأمر الذي يزيد من معاناة الطالبات والطلاب على حد سواء، خصوصا في ساعات الصباح التي تفرض وصولهم نحو مدرجات المركز الجامعي في الوقت المحدد، أو في المساء حينما يرغبون في العودة إلى منازلهم، حيث لا يجدون وسائل نقل تعيدهم قبل حلول الظلام.
وكانت شركة للنقل الحضري تؤمن تدبير النقل العمومي عبر الحافلات بكلميم، إلا أن سريان الاتفاقية ما بين الشركة والمجلس الإقليمي قد انتهت سنة 2017، مما دفع المجلس الإقليمي إلى المصادقة بتاريخ 20 دجنبر 2017 على ملحق لإعادة تمديد العمل بالاتفاقية لمدة ثلاث سنوات، حيث أحيل ملحق الاتفاقية من جديد على مصالح وزارة الداخلية. وقد أبدت هذه الأخيرة بعض الملاحظات حياله خصوصا ما يرتبط بتأهيل الحافلات، وتجديد الأسطول، مما دفع المجلس الإقليمي إلى إعادة تصحيحها، وإدخال التعديلات اللازمة عليها، لتتم إحالة الملحق من جديد على مصالح وزارة الداخلية بتاريخ 17 يوليوز 2018، إلا أنه من ذلك الحين لم يعد يعرف مصيره، قبل أن يتفاجأ المجلس الإقليمي بأن تدبير المرفق العمومي للنقل ما بين الجماعات لم يعد من اختصاص المجالس الإقليمية، وذلك طبقا لمقتضيات القانون التنظيمي رقم 112.14 المتعلق بالعمالات والأقاليم.
ومن أجل معالجة مشكل نقل الطلاب والطالبات نحو المركز الجامعي، بادر المجلس الجماعي إلى استقدام حافلتين من الخارج على شكل هبة مسلمة، بعدما تمت المصادقة على قبول الهبة في دورة استثنائية لمجلس الجماعة، إلا أن تسيير الحافلتين طرح مشاكل عويصة، الأمر الذي دفع مجلس الجماعة إلى اتخاذ قرار بوضعهما رهن إشارة إحدى جمعيات المجتمع المدني القادرة على تدبير هذا المرفق، لكن منذ ذلك الحين ما تزال الحافلتان مركونتين خارج الخدمة، وما يزال الطلاب يعيشون معاناة يومية مع التنقل.