عين مجلس الحكومة محمد غاشي رئيسا لجامعة محمد الخامس بعد مرور سنتين من الفراغ في رئاسة الجامعة. وسادت أجواء من الانشراح وسط الأساتذة والموظفين بعد هذا التعيين بعد عرقلة تعيين رئيس الجامعة، منذ سنتين، من طرف الوزير السابق عبد اللطيف ميراوي ما أثر على أدائها وشراكاتها. وسبق للوزير ميراوي أن ألغى نتائج لجنة علمية سابقة هو الذي عينها، اختارت محمد غاشي على رأس لائحة المرشحين، بعدما رفضه لحساسية شخصية دون اعتبارات علمية، ودفع ميراوي بفريد أولباشا لرئاسة الجامعة بالنيابة، والذي استمر في هذا المنصب لسنتين.
المصطفى مورادي :
وتستمر الحسابات الخاصة
لم تكن الحادثة التي شهدها حفل تسليم المهام بين الوزير السابق للتعليم العالي عبد اللطيف ميراوي وخلفه الحالي عز الدين الميداوي مجرد حادثة عفوية أو خطأ غير متعمد في البروتوكول، بل كانت فصلا من فصول الصراع الذي عمر سنوات بين الرجلين منذ أن كان عبد اللطيف ميراوي على رأس جامعة القاضي عياض.
فحسب مصادر موثوقة، فإن النفور بين الرجلين لم يكن سرا داخل مجلس رؤساء الجامعات قبل سنوات، والأمر نفسه بين ميراوي وأمزازي عندما كان هذا الأخير على رأس جامعة محمد الخامس، ذلك أنه عندما أتيحت الفرصة لسعيد أمزازي للانتقام من خصمه، عندما تم تعيينه على رأس قطاع التعليم العالي، لم يستجب لطلبات ميراوي بدعمه للحصول على منصب رئيس جامعة محمد الخامس، بل وساعده إداريا للالتحاق بإدارة مدرسة فرنسية عليا، مع أن هذا الترخيص يطرح أكثر من علامة استفهام.
وأكدت المصادر ذاتها أن رغبة ميراوي في الانتقام لم تهدأ، حيث فتح جبهات كثيرة للتقرب من شخصيات حزبية نافذة، مكنته من الحصول على منصب وزير التعليم العالي، ليخوض منذ الأسبوع الأول لتعيينه حربا على «أصدقاء سعيد أمزازي»، وعلى رأسهم عز الدين الميداوي، وهو الصديق الحميم لأمزازي، بل وعمل على إعفاء كل رؤساء الجامعات الذين عينهم الأخير، فضلا عن رؤساء مؤسسات جامعية أخرى، وعمد، كذلك، إلى تجميد مشاريع كثيرة كان أمزازي بدأ في تنفيذها، وعلى رأسها مشروع الباشلر الشهير وكذا مشاريع الأنوية الجامعية.
وإلى جانب ذلك، عمد ميراوي إلى رفض ترشح الميداوي لولاية إدارية ثانية، وهذا الأمر تم بشكل مباشر وبحضور بعض المسؤولين الذين تدخلوا لتهدئة الرجلين في اجتماع ساخن، رفض فيه ميراوي العمل مع من أسماهم «الحرس القديم»، ويقصد المحسوبين على سلفه سعيد أمزازي، وفي المقابل مهد الطريق لأخ الكاتبة العامة السابقة لجامعة القاضي عياض لتولي منصب رئيس جامعة ابن طفيل، أي في منصب «خصمه» عز الدين الميداوي نفسه، بل وحرص ميراوي ذاته على تعيين مقربين منه على رأس جامعة محمد الخامس، منها محاولته تعيين هذه الكاتبة العامة نفسها في هذا المنصب أو تعيين أحد أصدقائه المقربين منه في الجامعة الفرنسية، ويتعلق الأمر بالرئيس السابق لجامعة المولى إسماعيل، هذا الأخير الذي قدم ترشيحها قبل سنتين، إلى جانب الرئيس الجديد محمد غاشي.
أين استمرارية المرفق العام؟
الذي حدث، تقول المصادر، هو أن نتائج الترشيحات لرئاسة جامعة محمد الخامس لم تصب في مصلحة الذين يفضلهم ميراوي، لذلك مارس ضغوطا على مستوى الحكومة لعدم الإعلان عن النتائج، وبالتالي دخول هذه الجامعة فراغا إداريا، حيث تشير مصادر إلى أن غياب رئيس الجامعة أثر سلبا على 8 مؤسسات جامعية أخرى تابعة للجامعة والتي يتم تسييرها أيضا بالنيابة، في غياب تعيين شخصيات لها مشروع للنهوض بالتعليم في الجامعة.
وتشير مصادر إلى أن هذه الوضعية جعلت الجامعة تضيع ما يناهز 120 منصبا ماليا خلال سنتين لم يتم تدبيرها بسبب الفراغ على مستوى الرئاسة، كما ضاعت أموال استثمارات على الجامعة تقدر بحوالي 86 مليون درهم.
الاضطراب الذي تعرفه وزارة التعليم العالي على مستوى التدبير ليس وليد اللحظة، حيث شهدت السنوات 12 الأخيرة عمليات تصفية إدارية لمسؤولين فقط بسبب «شبهة» ولائهم لوزراء آخرين، ولم تقتصر هذه التصفيات الإدارية على رؤساء جامعات عمداء كليات بل امتدت أيضا لمديرين مركزيين، إذ بدل أن يكون طاقم الوزير مقتصرا على ديوانه فإن الوزراء، منذ لحسن الداودي سنة 2012 مرورا بخالد الصمدي وسعيد أمزازي وصولا إلى الميداوي حاليا، حولوا المرافق الجامعية ومعها الإدارة المركزية إلى دواوين سياسية تتغير ألوانها بتغير اللون السياسي للوزير.
وبات من المؤكد الآن انفتاح الوزير الجديد لقطاع التعليم العالي، عز الدين الميداوي، على فكرة بناء 34 مؤسسة جامعية عبارة عن كليات متعددة التخصصات كان ألغاها الوزير السابق عبد اللطيف ميراوي، مستندا إلى تقرير أنجزه هو نفسه في المجلس الأعلى للتربية والتكوين، فيما بدا حينها انتقاما من زميله السابق سعيد أمزازي.
حينها دافع ميراوي بعنف ملحوظ عن تصوره لإصلاح القطاع، الذي يتضمن، في منظوره، تجميد بناء 34 مؤسسة جامعية استطاعت الوزارة، في عهد الوزير السابق سعيد أمزازي، تأمين ميزانية بنائها وتجهيزها، والبالغة 600 مليون درهم. المثير للانتباه، حسب مهتمين، هو أن بعض هذه المؤسسات تم التوقيع على مشاريعها أمام الملك، كما هو الحال بالنسبة إلى مؤسسات جامعية تم تخصيصها لمدينة الحسيمة..، ليدخل القطاع مرة أخرى دوامة إصلاح الإصلاح، خصوصا مع عزم الميداوي مراجعة العقود التي أبرمها ميراوي مع شركة عالمية متخصصة في تكنولوجيا الاتصال، حيث عاشت المؤسسات الجامعية فوضى حقيقية في تشغيل المنصات التي تتيحها هذه الشركة، سواء على مستوى الدروس أو على مستوى تقويم الطلبة.
////////////////////////////////////////////////////////
تشير المعطيات إلى أن الغالبية العظمى (90 في المائة) من طلبة الدكتوراه بالمغرب يعانون من البطالة وباحثون عن العمل نظراً لحاجياتهم السوسيو-اقتصادية والمالية، لكن قيمتهم تضررت في أذهان الفاعلين في سوق الشغل بينما يتم الاعتراف بهم كفاعلين رئيسيين في البحث العلمي والقدرة التنافسية الاقتصادية والتكنولوجية في البلدان المتقدمة والناشئة. ويتم التأكيد على ضرورة إعادة النظر في وضع طلبة الدكتوراه، خصوصا الوضع المهني، وذلك بالنظر إلى دورهم في النموذج التنموي الجديد.
حميد المصباحي
كاتب
دكتوراه الأطروحة ودكتوراه المهنة
الكثير من الأعمال الجادة توقفت في منتصف الطريق
رغم قساوة المسارات المعرفية في المجتمعات المتخلفة، فإنها تفرض استحضار المعرفة من خلال شهادة يراد لها أن تكون إضافة في ما يجد في مجالها، بأن تصل كرسالة إلى اكتشاف فكرة أصيلة تكون خلاصة للاطلاع على ما عداها، وليست مجرد تركيب لأطاريح متناقضة، يُقرِّب بينها الدكتور لينتج رأيًا موفقًا بين ما تناقض، أو تفاديًا لغياب الرؤية، يختار الانحياز لأطروحة دعمًا لها من خلال استعراض أصولها ومراجعها، أو إعادتها بأسلوب مغاير. بفعل العادات الأكاديمية، يجد نفسه مثقلًا بمراجع شتى، يستحضر جملها وعباراتها دعمًا لما اختاره المشرف، اتفاقًا أو توجيهًا.
وبفعل هذا التكرار، ظهرت نماذج في جامعات مختلفة، تقيس تقنيًا المستندات والمراجع، وتصر على ألا يتجاوز حضورها 10 في المائة، والباقي من عندية الباحث. وبذلك تتقلص الصفحات ويتم استحضار الأطروحة المجترحة لجديدها وإضافاتها وطرق صياغتها لها. بذلك يتحرر المضيف من التكرار والعرض، ويخوض معترك الفكر باحثًا عن ذاته الفكرية بما يصل إليه من أفكار، وهو ما يسمح له بتجديد منهجه في التفكير.
فالمناهج إذا ما تطابقت في المعرفة، خلصت في أغلبها للنتائج نفسها، فكان التكرار استمرارا، يستمرئ به اللاحق السابق، وبذلك يتم أخذ الفكر غيلة، وتصير الرسالة العليا مكررة، حتى إن انتمى صاحبها لتيار الحداثة، التي تفقد جدتها وتصير تقليدًا أو تكرارًا لما هو سائد ومنتشر في أطاريح غيرها. وبذلك تتراجع رهانات البحوث في الدكتوراه لتصير محكومة بضرورة المهنة أكثر من الإضافة الفكرية.
تنضاف لذلك أمور غريبة، كأن تجد دراسة عربية لكتاب عربي يكتفي صاحبها بعرض ما قدمه الكاتب المعاصر له، والذي يكون بمثابة مشروع لم يكتمل، أو هو في طريقه للاكتمال حقيقة أو افتراضًا. كما قد تصادف دراسات كل مراجعها عربية، وتجد الاسم أضخم من الفكرة، التي بساطتها لا تفرض حتى نسبتها لصاحبها، إما لشدة انتشارها أو حتى اعتيادها، وكأن البحث والمعرفة توقفا عنده، ولم يُضف إليهما أي جديد. وبذلك تنتصر دكتوراه المهنة على دكتوراه الأطروحة، بدوافع أخرى ليست معرفية حتمًا ولا منهجية، بل حصيلة توافق حزبي لإسناد مهمة وسد فراغ يُخشى أن يملأه الغير من الخصوم.
وبذلك نكتشف الكثير من الأعمال الجادة في الدكتوراه التي توقفت في منتصف الطريق، أو غضت البصر عن هذه الشهادة، وتعاطت الفكر نشرًا وتأليفًا وحققت نجاحات مبهرة، ناسية تلك الصراعات الأكاديمية المتحصنة ببعضها والمكتفية ببعضها، دفعًا لكل قلم تجاوزها وأعرض عن إشرافها، متعاليًا عن تلك الحاجة التي حولت الفكرة كشهادة للإبداع والإضافة إلى شهادة تنشد مهنة التدريس الجامعي، الذي يكاد يفقد إشراقاته القديمة رغم الكثير من الطاقات الطامحة للعمل به.
/////////////////////////////////////////////
متفرقات:
تداعيات فيديو «علاش كتغوتي عليا» مستمرة
أفادت مصادر متطابقة بأن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة فتحت تحقيقا حول واقعة تصوير ونشر فيديو الطفل صاحب المقولة الشهيرة «علاش كتغوتي عليا». ووفقا للمصادر ذاتها، فإن الوزارة أمرت بتكليف لجنة إقليمية لإعداد تقرير مفصل حول الحادثة، من أجل ترتيبات الجزاءات وفقا للقوانين الجاري بها العمل، إذ من المرجح أن تصدر قرارات تأديبية في حق المديرة والمربية المشرفة على الطفل، علما أن المربية موقوفة حاليا عن العمل بشكل احترازي. وكانت المعطيات الأولية أظهرت أن المربية المتهمة لم تقم بتسريب الفيديو كما كان يُعتقد سابقاً، إذ اكتفت فقط بتصويره وإرساله عبر رسالة خاصة إلى والدة الطفل لإطلاعها على الواقعة الطريفة، غير أن الأم، وفق المصادر نفسها، قامت بإعادة إرسال الفيديو إلى أفراد من عائلتها، ومن هناك بدأ الفيديو بالانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي ليصبح حديث الرأي العام.
وكانت أسرة الطفل، الذي ظهر في مقطع فيديو انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان يتبادل الحوار مع سيدة سألته عن خطأ لغوي، وأجابها قائلاً «علاش كتغوتي عليا»، تقدمت بشكوى رسمية إلى النيابة العامة.
أكاديمية للفنون بشراكة بين مؤسسة المدى ووزارة التربية
وقعت مؤسسة المدى، برفقة التجاري وفا بنك وإنوي، اتفاقية شراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بهدف دمقرطة ولوج الشباب إلى الفن وتعزيز تنميتهم الثقافية. وتستند هذه الشراكة إلى رؤية والتزام الشركاء من أجل توفير تجربة تعليمية جديدة للتلاميذ في المدارس العمومية. وبإلهام من برنامج أكاديمية الفنون، الذي أطلقته مؤسسة التجاري وفا بنك بالدار البيضاء عام 2009، يوحد الشركاء جهودهم لتعميم هذا النموذج الناجح على نطاق أوسع. وواكب هذا البرنامج المبتكر، منذ إنشائه، حوالي 2000 تلميذ في مجالات الفنون البصرية والوسائط المتعددة. وبالتالي فإن هذا التعاون سيجعل من الممكن توسيع التأثير الإيجابي لهذا البرنامج من خلال إنشاء شعب تتماشى مع التطورات الحالية للفنون البصرية.
وتم إطلاق هذا البرنامج بداية الموسم الدراسي 2024 /2025 من خلال افتتاح العديد من الاقسام التجريبية في موقعين، هما دارالفنون بالرباط، وهي رائدة في تعزيز ودمقرطة الفنون والثقافة، ومركز التنمية الفنية التابع للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة.