النواصر: مصطفى عفيف
مرة أخرى تضع الدراسات المتعلقة بالشواطئ غير الصالحة للاستحمام شاطئ واد مرزك بإقليم النواصر ضمن خانة 23 شاطئاً غير مطابقة لمعيار جودة مياه الاستحمام، بسبب المياه العادمة التي يقذف بها في الشاطئ والقادمة من مدينة برشيد.
ويأتي تصنيف شاطئ واد مرزك ضمن لائحة الشواطئ غير المسموح الاستحمام بها بعدما تحول من فضاء سياحي إلى منطقة ملوثة تستقبل يوميا آلاف الأمتار المكعبة من المياه العادمة القادمة من محطة التصفية ببرشيد، ما تترتب عنه عواقب وخيمة على صحة المواطنين، وخاصة الذين يقصدون شاطئ واد مرزك، كما ترتبت عنه أضرار تؤدي إلى اختلالات في البيئة، وهي وضعية أكدها تقرير للمختبر الوطني للبيئة التابع لوزارة إعداد التراب الوطني والماء والبيئة في أكثر من مرة، والذي سبق له أن صنف الشاطئ في خانة الشواطئ الملوثة جراء وجود عشرات المطامير غير العازلة المحيطة بالشاطئ المذكور.
ويأتي تلوث مياه واد مرزك الناتج عن المياه العادمة لمحطة التصفية ببرشيد في ظل غياب أي تدخل من طرف الجهات المسؤولة عن تدبير الشأن الجهوي والمحلي أو الإقليمي، أو وكالة الحوض المائي، ويبقى على الجهات المسؤولة محليا التدخل عاجلا من أجل إنقاذ شاطئ واد مرزك بمنطقة دار بوعزة من كارثة بيئية جعلت المسؤولين يفشلون في تمكين شواطئ دار بوعزة وطماريس بإقليم النواصر من الحصول على اللواء الأزرق الذي تمنحه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بسبب عدم توفرها على المعايير الدولية الخاصة بجودة مياه السباحة ونظافة الرمال واحترام البيئة..، بحيث رسمت الحكومة خريطة الشواطئ الصالحة وغير الصالحة للسباحة من حيث جودة مياهها ورمالها، من خلال دراسة قامت بها كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، حيث خلصت إلى أن شواطئ جهة الدار البيضاء سطات، على غرار شاطئي واد مرزك ودار بوعزة تعاني من التلوث.
وحذر تقرير رسمي من السباحة في عدد من الشواطئ خلال صيف 2022، بسبب مياهها الملوثة بمواد بلاستيكية ومخلفات بشرية، أو رمالها غير الصالحة جراء التلوث البيئي، وهو التقرير الذي أورد أن 51 محطة مبرمجة لرصد جودة مياه الاستحمام غير مطابقة للمعايير، نتيجة التلوث الناتج أساساً عن ارتفاع كثافة المصطافين وضعف التجهيزات الصحية، وأيضاً التغييرات المناخية، وبخاصة تدفق مياه الأمطار الملوثة إلى الشواطئ عن طريق مجاري المياه.
وتطرق التقرير نفسه إلى موضوع رمال الشواطئ ومدى جودتها، إذ شملت المراقبة التحاليل الكيماوية والفطرية والنفايات البحرية، بخاصة البلاستيكية، في 60 شاطئاً خلال 2022، 37 شاطئا منها توجد على ساحل الأطلسي و23 على ساحل البحر الأبيض المتوسط.