يأتي توقيع مذكرة التفاهم بين المغرب والصين، أول أمس (الخميس) ببكين، تحت الرئاسة الفعلية للملك محمد السادس، بخصوص مشروع المنطقة الصناعية والسكنية بجهة طنجة، في إطار الاهتمام الملكي بالأقاليم الشمالية، كما تندرج في نفس الرؤية الملكية الطموحة للمنطقة الشمالية، والتي أخرجت مشروع المركب المينائي والصناعي لطنجة المتوسط إلى حيز الوجود، كما تأتي المذكرة التي وقعها كل من مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، وإلياس العمري رئيس جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، ولي بياو رئيس المجموعة الصينية “هيت”، لتأكيد التوجه الأولي لطنجة المتوسط القائم على تطوير الصناعة، وإحداث الثروة، والتنمية بالمناطق المجاورة للميناء.
وبدأت فكرة هذه المنطقة الصناعية والسكنية منذ فبراير 2003، وذلك عندما أشرف الملك محمد السادس على إطلاق الورش الضخم للمركب المينائي طنجة المتوسط. حيث كان قد اعتبره بمثابة “أحد أكبر المشاريع الاقتصادية في تاريخ بلادنا”، والذي سيشكل “نواة مركب مينائي، لوجستيكي، صناعي، تجاري وسياحي كبير”، وكانت هذه الرؤية الإستراتيجية هي نفسها التي رافقت تطوير هذا المشروع المهيكل بالنسبة لمستقبل المملكة في مختلف مراحله الموالية، سواء خلال توسعته من خلال طنجة المتوسط 2 الذي أعطيت انطلاقته سنة 2009، وذلك بمناسبة إطلاق “الأرضية الصناعية الكبرى” لطنجة المتوسط أو عبر التنمية السريعة للمناطق الصناعية واللوجستيكية الحرة.