الزغاري لطفي
دكتور باحث في مجال التغذية وعلوم الرياضة
نقصد بالمنشطات الرياضية المواد التي يتناولها بعض الرياضيين، والتي تعمل على تحسين الأداء الرياضي والرفع من قدرة التحمل لديهم. وعلى الرغم من كون هذه المواد غير قانونية، إلا أن عددا من الرياضيين يقومون بتعاطيها مما يتحول إلى إدمان. وإلى جانب إمكانية معاقبة الرياضي بالاستبعاد من البطولات الرياضية في حال اكتشاف تعاطيه للمنشطات، فلها أيضا العديد من السلبيات والأخطار التي تعود على الصحة، كمشاكل جنسية تصل إلى حد العقم، واحتمال الإصابة بالسكتة القلبية… لطفي الزغاري الباحث في مجال التغذية وعلوم الرياضة، بإفريقيا يقربنا أكثر من هذا الموضوع.
ما هي المنشطات الرياضية؟
المنشطات عبارة عن مواد كيميائية التصنيع وغالبا ما تكون على شكل هرمونات، تستعمل في غالب الأحيان من طرف مجموعة من ممارسي الرياضات بمختلف أنواعها، بحيث يكون الهدف الرئيسي من تناولها تسريع عملية الوصول إلى الهدف الرياضي المنشود.
فكما نعلم لكل جسم قدرة طاقية محددة، مهما حاول الرياضي اتباع أنظمة غذائية صحية والانتظام على البرامج الرياضية الخاصة، إلا أن لجسمه قدرة محددة لا ولن يتمكن من تجاوزها، كما أنها من الممكن أن تقل في أحد الأيام، الأمر الذي يجعل الرياضي يلجأ لأخذ بعض المواد المحظورة، ليصل إلى مبتغاه وهدفه حتى وإن كان الأمر بطريقة غير قانونية.
هناك العديد ممن يعتقدون أن المنشطات الرياضية حكر فقط على رياضيي كمال الأجسام، ما ردك؟
بالفعل والأمر يعود إلى أجسامهم الضخمة والكتلة العضلية الكبيرة التي تتكون منها أجسام رياضيي كمال الأجسام، إلا أن هذه الفكرة خاطئة، حيث يمكن لممارسي جميع أنواع الرياضات سواء منها الفردية أو الجماعية أو المصارعة..تناول المنشطات الرياضية، وغالبا ما يتناولها الرياضيون المحترفون، راغبين في الحصول على إنجاز رياضي وهدف معين كالمركز الأول على سبيل المثال.
كيف تعمل المنشطات الرياضية؟
المنشطات الرياضية عبارة عن مواد كيميائية محفزة لبعض الخصائص على مستوى الجسم، فعلى سبيل المثال رياضي كمال الأجسام غالبا ما يكون هدفه هو تسريع ظهور الكتلة العضلية، وبالتالي تعمل المنشطات الرياضية بالنسبة لهذه الفئة على بناء الألياف العصبية بالجسم لزيادة نسبة العضلات. هناك أيضا من يبحث عن تقوية قدرته على التحمل وبدل المزيد من الجهد دون عناء، وهنا نذكر على سبيل المثال لاعب الماراثون، وبالتالي يختلف عمل المنشطات الرياضية من نوع لآخر حسب كل رياضة وخصائصها.
ما هي أخطار المنشطات الرياضية في حال استعمالها بشكل غير مقنن؟
في غالب الأحيان يتم استعمال هذه المنشطات بشكل غير مقنن، لأنها عبارة عن مواد كيميائية محظورة ومنبوذة في الوسط الرياضي، وبالتالي يتم معاقبة كل من تم اكتشافه لتناولها طبقا للقوانين.
كما أكدت مجموعة من الدراسات والأبحاث الطبية على أنه من الممكن أن يتحول استعمال بعض المنشطات الرياضية إلى إدمان، بسبب تعود جسم الرياضي على تناولها من جهة، ومن جهة أخرى بسبب عدم قدرته على التخلي عن المجد الذي توصل إليه عن طريق تناول هذه المنشطات، حيث من المؤكد أن توقفه عنها سيجعل مستواه الرياضي يتدنى، الأمر الذي لا يمكنه أبدا تقبله أو استيعابه.
ما هي التعليمات التي يجب اتباعها قبل تناول المنشطات الرياضية؟
لا يجب أخذ أي نوع من أنواع المنشطات إطلاقا، فميزتها الوحيدة هي تقريب الرياضي من الإنجاز الرياضي وتحقيق هدفه، بحيث تعطيه قوة عضلية أو سرعة أو قدرة أكبر على المقاومة… في الوقت الذي لها الكثير والكثير من الأضرار، كالهرمونات الجنسية خاصة التستوستيرون على سبيل المثال أو الهرمون الجنسي الذكري الذي يؤخذ رغبة في زيادة الكتلة العضلية، مما يسبب خللا بالغدة المسؤولة عن إنتاج هذا الهرمون، وبالتالي يصبح الرياضي معرضا للإصابة بمجموعة من المشاكل الجنسية عند توقفه عن أخذ هذا المنشط، كالعجز الجنسي على سبيل المثال، ناهيك عن ارتفاع احتمال الإصابة بمجموعة من السرطانات، والسكتة القلبية المفاجئة.