كلميم: محمد سليماني
عاد ملف المنازل الآيلة للسقوط بمجموعة من الأحياء القديمة بمدينة كلميم إلى الواجهة من جديد، وذلك بعدما أدت التساقطات المطرية الأخيرة بالمنطقة إلى ظهور تشققات في مجموعة من البنايات القديمة والمتهالكة.
وبحسب المصادر، فقد تم إنقاذ أحد الأشخاص بعدما انهارت أجزاء من منزله بشارع عبودة، حيث تمكن من مغادرة بقايا المنزل، الذي كاد يودي بحياته. وتعرف مجموعة من الأحياء بمدينة كلميم وجود بنايات قديمة آيلة للسقوط، بل إن بعضها كلما تهاطلت تساقطات مطرية، تبدأ أجزاء منها في السقوط، الأمر الذي يزعج السكان والمارة والجيران، بكون بعض هذه المنازل قد ينهار كليا في أي لحظة.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فقد تم تطويق مجموعة من المنازل الآيلة للسقوط، من خلال وضع متاريس حديدية بمحاذاة هذه المنازل، وذلك من أجل إبعاد المارة من المرور بالقرب منها، إلا أنها رغم ذلك تشكل بؤرة سوداء تزعج الجميع.
ونظرا لخطورة الوضع، فقد وجه النائب البرلماني محمد صباري سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية، يستفسره عن أسباب تأخير تأهيل المباني الآيلة للسقوط بأحياء إقليم كلميم، وعن استراتيجية الوزارة للإسراع باتخاذ خطوات عاجلة، قبل وقوع الكارثة، ذلك أنه رغم إصدار قانون خاص بالمباني الآيلة للسقوط يعالج عمليات التجديد الحضري وينظم مجالاتها ويقر إحداث وكالة متخصصة لهذا الغرض، ورغم الحديث عن اعتماد مقاربة استباقية واستشرافية لصيانة جميع أنواع المباني على مستوى كامل التراب الوطني، وتكاثر أعداد المباني المهددة بالانهيار، إلا أن العديد من المنازل بأحياء «التواغيل»، و«القصبة»، و«سيدي الغازي»، و«زنقة إكيسل» باتت مهددة بالسقوط وتنذر بوقوع كارثة في أي وقت.
وقد قام رئيس الجماعة الترابية، رفقة أحد نوابه، بجولة، قبل يومين، من أجل تفقد هذه المنازل الآيلة للسقوط في أي لحظة، وذلك في انتظار اتخاذ القرارات المناسبة بشأنها، طبقا للقوانين التعميرية الجاري بها العمل، ذلك أن الجماعة تقوم بداية بمراسلة ملاك هذه المنازل، من أجل هدمها واستصدار رخص الهدم بغية إزالة الخطر، إلا أن بعض الملاك يمتنعون عن هدم هذه المنازل، نظرا لتكاليف الهدم ومصاريفه الإضافية، ومنهم من أصبحوا يقطنون خارج المدينة، مما يصعب التواصل معهم، وهناك منازل تحولت ملكيتها إلى الورثة، وبالتالي يصعب توصلهم إلى تفاهمات في ما بينهم من أجل الهدم.
وقبل أشهر فقط، دخلت جماعة كلميم، وبعض الورثة في صراع بخصوص هدم بناية آيلة للسقوط بإحدى الساحات المهمة وسط المدينة، قبل أن يقوم الورثة بهدم البناية، بعدما انهارت أجزاء منها.