النعمان اليعلاوي
دعا الملك محمد السادس إلى المرور للسرعة القصوى في تنزيل الجهوية المتقدمة، وقال في الرسالة الملكية الموجهة للمناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة خلال جلستها الافتتاحية، صباح اليوم بطنجة، إن “الولاية الانتدابية السابقة كانت ولاية تأسيسية من خلال استكمال الترسانة القانونية، والولاية الانتدابية الحالية تقتضي المرور إلى السرعة القصوى في تنزيل الجهوية المتقدمة” مضيفا أنه “قد سبق لنا و دعونا إلى وضع إطار منهجي محدد بخصوص المدة الزمنية لممارسة الجهات لاختصاصاتها في إطار ورش الجهوية المتقدمة”، حسب الرسالة التي أكد فيها الملك على الاهتمام الملكي بهذا الورش الاستراتيجي، موضحا أن “هذه المناظرة هي فرصة لاستعراض حصيلة تنزيل ورش الجهوية المتقدمة والبحث عن أنجع السبل لجعل الجهوية المتقدمة رافعة للتنمية”.
من جانب أخر، دعا الملك إلى “مواجهة التحديات منها الأجرأة الفعلية لتنزيل ورش الميثاق الوطني للاتمركز الإداري” ونبه الملك إلى أن” هناك تأخر في غالبية الوزارات القطاعية في تنزيل واللاتمركز الإداري خصوصا في الجانب المتعلق بالاستثمار”، موضحا أن “تنزيل الجهوية المتقدمة يتطلب مواجهة عدد من التحديات منها تحدي تفعيل إختصاصات المجالس المحلية وعلى رأسها المجالس الجهوية، بالإضافة إلى تحدي تفعيل الديمقراطية التشاركية، وتحدي ربط المسؤولية بالمحاسبة في إطار اللاتمركز الإداري”، مبينا أنه “من الضروري تعزيز مبادى الرقابة والمحاسبة، ومواجهة تحدي الارتقاء بالمجالات الترابية جلبا للاستثمار وتحفيز النمو الاقتصادي” مؤكدا على أنه “يجب اغتنام الفرص المتاحة وتوفير بيئة للمقاولات، ولابد للجماعات الترابية والقطاع الخاص والمجتمع المدني بلورة استراتيجية طموحة، والبحث عن أشكال تمويلية جديدة، من خلال تفعيل النموذج الجديد للماليات الجهوية”.
وشدد الملك على” تفعيل مبدأ تدبير المخاطر التي تكتسي الطابع المفاجئ”، وأنه “يجب تعزيز القدرات على الاستباقية والمرونة في تدبير أزمة الإجهاد المائي وهي التي تسائل كافة المعنيين بما فيها الجهات الترابية، والجماعات الترابية مدعوة إلى إطلاق مبادرات أكثر طموحا وابتكارا”، حسب الرسالة الملكية، التي شدد فيها الملك على أنه “يجب تطوير منظومة النقل والتنقل على المستوى الجهوي، وهناك تحديات وطموحات كبرى تستوجب تطوير منظومة نقل تتمتع بالاستدامة، كما أن التحول الرقمي للجماعات الترابية أصبح شرطا لا محيد عنه، والمرحلة الحالية تقتضي اعتماد خارطة طريق لتعزيز الجاذبية الجهوية”.
