ترأس الملك محمد السادس، أول أمس (الخميس) بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خصصت لإشكالية الماء. وبهذه المناسبة، أكد الملك على مسألة التزود بالماء في المناطق التي تغطي شمال وشمال شرق المملكة، والتي تمتد من وجدة إلى طنجة، حيث إن حاجيات هذه المناطق من الماء تتزايد خلال فصل الصيف بأكثر من الضعف، وحاليا طيلة السنة، نظرا لتطور السياحة وللدينامية الملحوظة الناجمة عن المشاريع الصناعية المهمة القائمة، أو المشاريع ومناصب الشغل التي تم إحداثها من طرف هذه القطاعات، وعلى غرار منظومة إنتاج سيارات «رونو» أو مشروع مدينة محمد السادس «طنجة- تيك»، الذي يتم إنجازه بشراكة مع فاعلين صينيين، تتطلب هذه المشاريع السوسيو اقتصادية تعزيز قدرة التزود بالماء.
وأشار بلاغ للديوان الملكي بهذا الخصوص إلى أنه ستتم تلبية هذه الحاجيات بفضل تصاميم للربط والسدود الثلاثة الكبرى الجديدة التي سيتم تشييدها بهذه المنطقة، بما في ذلك سد بني منصور، الذي ستبلغ طاقته الاستيعابية أزيد من مليار متر مكعب، مضيفا أن الملك أعطى توجيهاته السامية للحكومة قصد استكمال البرنامج الوطني الأولوي المتعلق بالماء وتدبيره، والذي سيشكل موضوع اجتماعات يترأسها، والذي يتعين أن يولي اهتماما خاصا لتأمين تزويد المراكز التي تعرف خصاصا مزمنا في الماء، يشير البلاغ، مضيفا أن هذا الاجتماع حضره سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، وفؤاد عالي الهمة، مستشار الملك، وعزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وعبد القادر اعمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، وعزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، ونور الدين بوطيب، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، وعبد الرحيم الحافيظي، المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.
وكان الملك قد ترأس في يونيو الماضي بالقصر الملكي بالرباط، اجتماعا خصص لإشكالية الماء، وقال بلاغ للديوان الملكي حينها إن الملك كان قد أثار خلاله الانتباه إلى مشكل خصاص الماء الصالح للشرب ولمياه الري وسقي المواشي، مضيفا أنه أعطى توجيهاته السامية لرئيس الحكومة، لترؤس لجنة تنكب على دراسة هذا الموضوع قصد إيجاد الحلول الملائمة. وأضاف بلاغ الديوان الملكي أنه منذ اعتلاء الملك للعرش، عزز السياسة التي نهجها الملك الراحل الحسن الثاني لتزويد المملكة ببنيات تحتية مائية من شأنها الاستجابة لحاجيات المواطنين، مضيفا: «وهكذا فقد تم، خلال 18 سنة، تشييد 30 سدا من مختلف الأحجام. وبالرغم من ذلك، وبفعل التقلبات المناخية وازدياد الطلب على الماء، فإن مخاطر نقص الماء قد ارتفعت بشكل ملموس».