آسفي: المَهْدي الكرَّاوي
تسببت شاحنة لسرقة الرمال، صباح أول أمس، في حادثة سير خطيرة، بعد ارتطامها بشاحنة أخرى لنقل الحليب عند المدخل الشمالي لمدينة آسفي في طريق حد احرارة، بجوار السجن المدني.
وكشفت مصادر لـ«فلاش بريس» أن الحادثة وقعت على الساعة الخامسة والنصف صباحا، حيث كشفت التحريات الأولية أن الشاحنة كانت تحمل حمولة ضخمة من الرمال المسروقة قادمة من منطقة الشنينات على الساحل الشمالي لمدينة آسفي. وأدت الحادثة إلى انقلاب الشاحنة، التي لم تكن تحمل أية لوحة ترقيم، وتدفق حمولتها من الرمال على قارعة الطريق.
وتأتي هذه الحادثة في وقت عادت كل مقالع الرمال السرية إلى نشاطها بقوة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تزايد الطلب على الرمال المسروقة وطنيا ومحليا، ما دفع أباطرة سرقة الرمال إلى تكثيف عمليات جرف الرمال من مناطق معروفة لدى السلطات المحلية في ولاية آسفي ولدى الدرك الملكي والأمن الوطني ومندوبية وزارة التجهيز، خاصة في مناطق البدوزة والشنينات والجليدات، على الساحل الشمالي للمدينة في اتجاه منتجع الوليدية.
هذا ولم تخف مصادر من أرباب الشاحنات الصغرى في آسفي أن خزينة الدولة تضيع أسبوعيا في مبالغ ضخمة من عائدات مقالع الرمال السرية والمرخص لها، مشيرة إلى أن مداخيل 7 أيام من العمل في المقالع السرية بآسفي تخسر فيها خزينة الدولة 280 مليون سنتيم، وأن أقل ما يضيع على الدولة يوميا هو 40 مليون سنتيم من مقالع الرمال على الشريط الساحلي الجنوبي والشمالي لمدينة آسفي، حيث يتم ترويج أكثر من 140 مليون سنتيم في اليوم بالسوق السوداء.
وتشهد يوميا مناطق الجليدات والشنينات والزاوية وسيدي دينال والرغاية والمالح والبيرنص والمعاشات في آسفي، عمليات سرقة ونهب على مدار الساعة خاصة في الليل، حيث تنشط 120 شاحنة كلها بدون ألواح ترقيم وتعبر حواجز الدرك والأمن، حاملة معها كميات ضخمة من الرمال المسروقة في اتجاه تفريغها وبيعها داخل مخازن سرية جنوب المدينة في السوق السوداء بأثمان تتراوح بين 4 و7 آلاف درهم للحمولة الواحدة، في غياب تام لأية مراقبة للجان الإقليمية لمراقبة المقالع.