مصطفى عفيف
علمت «الأخبار» أن عناصر تابعة للمفتشية العامة لوزارة الداخلية حلت، يوم الاثنين الماضي، بمقر جماعة بوسكورة بإقليم النواصر، في زيارة مستعجلة، حيث اصطحبت معها ملفات محددة ثم غادرت مقر الجماعة على أن تعود يوم الاثنين المقبل للشروع في عملية افتحاص لعدد من الملفات المرتبطة بالتسيير الإداري والمالي. وستتركز مهمة مفتشي الداخلية على تعقب مجموعة من الاختلالات التي يعرفها قطاع التعمير بالجماعة، والذي كان موضوع تقارير لجن إقليمية، أخيرا، بعد الترامي على الملك العمومي والإجهاز على المرافق العمومية.
وكشفت مصادر الجريدة أن تحقيقات مفتشي الداخلية تأتي أياما بعد تفجير عدد من الملفات العقارية بالمنطقة، والتي كانت موضوع شكايات وجهت إلى كل من والي الجهة وعامل الإقليم ووزير الداخلية، بخصوص تسجيل عدد من الاختلالات العقارية ببعض التجزئات السكنية بمنطقة بوسكورة. وهي التي ستكون موضوع تحريات مفتشي الداخلية انطلاقا من ملف اختفاء بقع أرضية كانت مخصصة، بحسب التصميم الأولى، لمدرستين وثانوية ودار للشباب، بالإضافة إلى فضيحة الإجهاز على فضاءات خضراء، الأمر الذي عجل بخروج بعض الفعاليات ببوسكورة للمطالبة بفتح تحقيق من طرف لجنة مركزية للوقوف على حجم الاختلالات التي يعرفها التعمير بالمنطقة.
ويشمل التحقيق موافقة السلطات المختصة، قطاع التعمير بعمالة الإقليم، على تغيير التصاميم لبعض التجزئات السكنية من أجل فسح المجال لشركات عقارية بإجراء مجموعة من التغييرات دون استيفاء الشروط المطلوبة، التي سمحت بالإجهاز على المرافق العمومية والطريق العام، وهي اختلالات كانت عجلت، بتاريخ 8 شتنبر 2023، بتشكيل لجنة مختلطة أكدت، في محضرها، على وجود بعض الاختلالات، منها بالنقطة الأولى «أن الطريق ذات المحرم (20م) المحاذية من جهة البقعة RESIDENCE FLORA ILOT حاصلة على التسليم المؤقت، بينما الشطران 3 و4، اللذان يحدان الطريق من الجهة الأخرى، لازالا في طور الإنجاز ولم يحصلا على التسليم المؤقت، وأن الطريق محرم 20م تابعة للشطرين 3 و4». وهو التقرير الذي جعل السلطات المختصة توصي، وقتها، الشركة صاحبة المشروع باحترام تصميم التهيئة.
وينتظر أن يطول تحقيق مفتشي الداخلية، أيضا، ملف اقتناء أسطول من السيارات الجديدة التي منحت لنواب الرئيس من نوع «بوجو 301» بقيمة 170000 درهم للسيارة الواحدة، في وقت كان نصيب الرئيس من كعكة سنة 2023 سيارة من نوع «Audi Q5» بقيمة 540000 درهم، فيما تم تخصيص الميزانية السنوية للمحروقات المخصصة لهذه السيارات في مبلغ 1000000 درهم، وهو ما فسره رواد مواقع التواصل الاجتماعي بجماعة بوسكورة بكون هذه الميزانية، التي تقدر بـ(2220000) درهم، كان بالأحرى على رئيس جماعة بوسكورة استثمارها في مشاريع تعود على المنطقة بالنفع من خلال إصلاح الطرقات التي تعاني عدة مشاكل، مثل المسلك الطرقي الرابط بين حي الازدهار والسوق الأسبوعي، وحل مشكل الإنارة العمومية حيث تتخبط ساكنة المنطقة في الظلام، بالإضافة إلى صيانة الحفر التي تعيق حركة السير بعدد من الطرقات، وإحداث فضاءات للشباب.