شوف تشوف

الرأيالرئيسية

المغرب والمعايير المالية الدولية

بعد افتحاص طويل، قررت GAFI (مجموعة العمل المالي) خروج المغرب من اللائحة الرمادية.

فمنذ إنشائها، وضعت مجموعة العمل المالي سلسلة من التوصيات والمعايير الدولية، لمساعدة الحكومات على تعزيز إطارها القانوني والتنظيمي، لمنع الجرائم المالية ومكافحتها.

ومع ذلك، تعرضت مجموعة العمل المالي ومعاييرها لانتقادات لعدة أسباب. وفي ما يلي بعض التحديات والانتقادات الشائعة المرتبطة بمجموعة العمل المالي ودورها في الهيكل المالي العالمي:

التأثير غير المتناسب للدول الغنية: يدعي بعض النقاد أن الدول الغنية لها تأثير غير متناسب، على قرارات وتوجيهات مجموعة العمل المالي، مما قد يؤدي إلى معايير لا تأخذ في الاعتبار احتياجات وواقع البلدان النامية.

تعقيد المعايير: غالبا ما تكون معايير وتوصيات مجموعة العمل المالي معقدة وصعبة التنفيذ، خاصة بالنسبة إلى الدول التي تفتقر إلى الموارد البشرية أو المهارات التقنية. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تكاليف إدارية كبيرة للبلدان النامية.

ضعف تمثيل الدول النامية: على الرغم من أن مجموعة العمل المالي تضم أعضاء من جميع القارات، إلا أن بعض الدول النامية غير ممثلة أو ممثلة تمثيلا ناقصا في المنظمة. قد يحد هذا من قدرتها على التأثير على قرارات وتوجهات مجموعة العمل المالي.

انتقادات للفعالية: أخيرا، يشكك بعض النقاد في الفعالية الإجمالية لمجموعة العمل المالي ومعاييرها، مدعين أن الجريمة المالية ما زالت تزدهر على الرغم من الجهود المبذولة. قد يكون هذا بسبب مشاكل في التنفيذ، والتنسيق والتعاون الدوليين، وعوامل أخرى.

وهناك من انتقد مجموعة العمل المالي لافتقارها إلى الشفافية والديمقراطية في عملها وتحيزها للدول الغنية والقوية. وبحسب بعض الخبراء، فإن دول الشمال ومصالحها تهيمن على مجموعة العمل المالي، مما يؤدي إلى سياسات تتجاهل احتياجات ومشاغل الدول النامية.

فهناك من يرى أن مجموعة العمل المالي يجب أن تتبنى نهجا أكثر توازنا وشمولية، مما يعطي صوتا ومكانا أكبر لبلدان الجنوب في عملية صنع القرار. كما يوصي بأن تأخذ مجموعة العمل المالي بعين الاعتبار الاحتياجات المحددة للبلدان النامية، مثل مكافحة الفساد وغسل الأموال في القطاع غير المهيكل.

بالإضافة إلى ذلك، يتم انتقاد مجموعة العمل المالي لعدم تنسيقها مع المؤسسات الدولية الأخرى، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، مما يحد من فعالية عملها.

فقدان الملاءمة والفعالية: افتقارها إلى المرونة، وعدم قدرتها على التكيف بسرعة مع الحقائق الجديدة للمشهد المالي العالمي.

غالبا ما يُنظر إلى مجموعة العمل المالي على أنها جامدة ومرهقة ومركزة للغاية على الامتثال بدلا من الكفاءة. وقد تساهم هذه الصورة في فقدان أهميتها وشرعيتها، مما يقوض قدرتها على التعامل مع التهديدات الحالية والناشئة المتعلقة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب.

نقص التمثيل: غالبا ما يتم انتقاد مجموعة العمل المالي، بسبب افتقارها إلى التمثيل والصوت للبلدان النامية. ويؤدي الافتقار إلى التمثيل إلى تهميش أصوات البلدان النامية، وغياب وجهات النظر المتنوعة في النقاشات حول مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

تؤكد هذه الانتقادات وغيرها على التحديات التي تواجهها مجموعة العمل المالي في مهمتها لمكافحة الجرائم المالية، وضرورة تكيف المنظمة لتبقى ذات صلة وفعالة.

ومع ذلك، بشكل عام، عندما نتحدث عن «القيم» في سياق مكافحة غسل الأموال، يمكننا الرجوع إلى مبادئ مثل النزاهة والشفافية والمساءلة والامتثال التنظيمي.

قد يشجع المتخصصون على التركيز أكثر على هذه القيم، بدلا من اتباع نهج تقني وتنظيمي بحت، من أجل منع أنشطة غسل الأموال والتحري فيها بشكل أفضل. علاوة على ذلك، عند دعوة المتخصصين في مكافحة غسل الأموال، إلى تحمل المزيد من تكاليف مواجهة مخاطر الجرائم المالية، فهم يركزون على أهمية اتخاذ قرارات مستنيرة ومتوازنة، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر المحتملة، ولكن أيضا المزايا والفوائد التي ستعود على المنتظم الدولي ككل.

إذن، تعد القائمة الرمادية أداة رقابية مهمة في مكافحة غسل الأموال ومحاربة تمويل الإرهاب في العالم. وقد تواجه البلدان التي ما زالت مدرجة في هذه القائمة تحديات كبيرة في الامتثال التنظيمي، بما في ذلك القيود المفروضة على الوصول إلى التمويل الدولي، وارتفاع تكاليف الامتثال، وزيادة مخاطر الاحتيال المالي، وتشويه السمعة الدولية للبلد المعني بها.

ومع ذلك، من المهم إدراك أن هذه التدابير ضرورية، لضمان عمل الشركات والمؤسسات المالية في بيئة آمنة وشفافة. اللوائح الأكثر صرامة المفروضة على الشركات العاملة في هذه البلدان، يمكن أن تساعد أيضا في تعزيز إدارتها ومنع الأنشطة غير القانونية.

جمال أكاديري
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى