المسيرة الخضراء
يحتفل الشعب المغربي شعبا وملكا، هذا الأسبوع، بذكرى غالية على قلب الجميع وهي المسيرة الخضراء التي أبدعها الملك الراحل الحسن الثاني، وكانت محطة تاريخية أثبتت للعالم أجمع قدرة المغاربة على الدفاع عن أرضهم وطرد المستعمر، وحمل راية السلام ومعها الإيمان العميق بعدالة قضيتهم ورفعهم القرآن، كإشارة واضحة إلى الحق الساطع الذي ينير طريقهم.
احتفالات 6 نونبر من هذه السنة، تأتي بطعم انتصارات دبلوماسية في ملف الصحراء المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، وتطورات جد إيجابية تتمثل في اعتراف ودعم الحكم الذاتي كحل وحيد لملف الصحراء المغربية من قبل دول وازنة، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا باعتبارهما دولتين دائمتي العضوية بمجلس الأمن، وكذلك إسبانيا باعتبارها ملمة بتفاصيل النزاع المفتعل وحيثيات صناعة ميليشيات البوليساريو ورعاية المرتزقة، وخلق مشتل للتطرف والإرهاب، ومحاولة بلقنة المنطقة وزعزعة استقرارها.
إن واقعية الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، هي التي سرعت من الاتجاه نحو الحسم في النزاع المفتعل، وقد انتقل الملف من الدفاع والتدبير إلى روح المبادرة تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، ووسط تلاحم المغاربة الذين أعلنوا جميعا عدم تفريطهم في أي شبر من أرضهم، وهو الشيء الذي يعيد سيناريو المسيرة الخضراء تماما، ليزهق الباطل ويظهر حق المغرب في سيادته على أراضيه كاملة، وفق التاريخ والجغرافيا والقوانين الدولية والبيعة.
هناك إيمان قوي بعدالة القضية الأولى للمغاربة، لذلك قامت الدولة بضخ استثمارات بالملايير، من أجل تجهيز البنيات التحتية وتنمية الأقاليم الجنوبية، حتى أصبحت الرمال والصحاري القاحلة جنات خضراء تسر الناظرين، وها هي مشاريع أخرى استراتيجية سترى النور في المرحلة المقبلة، وسط تزايد الدعم الدولي لمغربية الصحراء، والاستثمار فيها، وفتح قنصليات جديدة.
يعتز المغاربة ويفخرون بالمسيرة الخضراء، التي كرست لحدث تاريخي لطرد الاستعمار، وتأكيد مغربية الصحراء برفع راية السلام، كما يعتزون بالدبلوماسية الحكيمة للملك، والثقة في كل الخطوات التي تم القيام بها لإظهار الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه، والكل ينظر إلى مستقبل المغرب والاستثمار في المناطق الجنوبية نظرة تفاؤل وثقة في الله، والالتحام حول المبادرات الملكية، لتحقيق الخير الذي يعم الجميع.
إن المنظار الذي ينظر به المغرب إلى علاقاته الدولية هو ملف الصحراء المغربية، وهي الرسالة الدبلوماسية التي التقطتها العديد من الدول عبر العالم، كما التقطتها جل الدول الإفريقية التي انخرطت في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع المغرب تحت شعار رابح- رابح، والملك يقود ثورة إفريقية بحكمة للمساهمة في تنمية القارة، التي تمثل مستقبل العالم في العديد من المجالات الحيوية بدون مبالغة.