المرافعة..
محمد الهلالي
لا أنام حتى أطمأن عليك
وأطمأن على لغتي..
فأنت القصيدة وأنت فمي
أنت الأنامل والحبر والمنفى
أنت الرحيق والاستثناء والذكرى..
أنت السنبلة الخضراء
والفراشة البيضاء..
أنت الانعكاس للأشياء
لرذاذ شعري
لصدى صوتي
ولدمار يعتريني…
لا أتوسد رغوة خيالي..
حتى ألُم ما تبقى
من فُتات أمس..
وأوصد كل أبواب الحنين..
ونوافذ حسي..
فلربما في نومي..
تصعدين للقاء القمر
على سطح همسي..
لا يرتد طرفي..
قبل أن أحفر بين رفوف العمر
مجرى لنفسي..
وأطمأن أن جذوري بخير
وأن إرثي ببر الأمان..
لا أنام حتى أجوب أرجاء المكان..
الأشواق.. الحنين.. الانكسار
لحظات العمر المحترقة..
والماضي المهجور..
المستقبل المبهم.. المنثور..
وأن كل شيء في مكانه آمن
ولا خوف عليك وعليه
مني ومن طيشي..
لا أتوسد راحة يدي..
قبل أن أتخلص من بخار الشوق
ثم أخلع جسدي ليستريح من كل طوق
وأترك الروح تبحث عن جسد من خيال..
عن حضارة الوهم والأطلال
عن أشباح تلتقيها ولم ترها
لا أنام كما يركع الحسن بعينيك
فنومي قضية انتماء
مرافعة بيني وبين الكلمات…