علمت «الأخبار»، من مصادر متطابقة، أن مصالح وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بمعية سلطات طنجة، تعمل جاهدة على تجهيز ملف كامل وجيد يمثل أهمية المدينة العتيقة لطنجة، وجل المعالم التاريخية والأثرية المتميزة التي تزخر بها عاصمة البوغاز، حيث سيتم تقديم ملف تسجيل المدينة باللائحة التمثيلية في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، حين انتهاء مشاريع الترميم العديدة التي ما زالت تخضع لها بعض المباني التاريخية بداخل السور التاريخي وخارجه، وذلك في إطار برامج الترميم ورد الاعتبار والتهيئة المستمرة والدائمة.
وحسب المعطيات المتوفرة، فقد تم جرد عدد من البنايات والمعالم التاريخية بمدينة طنجة، وتوفير الحماية القانونية لها وتقييدها وترتيبها تراثا وطنيا، كما تم تحديد منطقة تسجيل، وإعداد ملف استمارة طلب تسجيل المدينة، وذلك بتحديد القيمة العالمية المتميزة والاستثنائية للمدينة العتيقة وأصالتها، والنسيج الحضري الذي يحيط بها، والمواقع الطبيعية والأركيولوجية التي تزخر بها، وكذا نسيجها الحضري الفريد، إلى جانب تموقعها الجغرافي على البحر الأبيض المتوسط، والمحيط الأطلسي الذي جعلها نقطة التقاء التأثيرات العربية والإسلامية والأوروبية.
وجاء الكشف عن هذه المعطيات، بعد تلقي الوزارة الوصية استفسارات برلمانية، بخصوص هذا الموضوع، حيث يقول فريق برلماني في هذا الإطار إن القيمة العالمية للتراث العمراني لمدينة طنجة وموقعها الجغرافي الاستراتيجي في العالم القديم وتاريخها الحافل وتراثها العمراني والمعماري والثقافي المتميز كملتقى للحضارات عبر العصور، كل هذه المؤهلات تشكل عناصر قوية لإدراج طنجة ضمن التراث العالمي لليونسكو. فموقع منطقة مدينة طنجة يقع على مفترق الطرق بين القارتين الإفريقية والأوروبية وبوابة للبحر الأبيض المتوسط، مهد الحضارات القديمة، مما ساهم في ظهور تنوع رائع من الثقافات.
وأورد الفريق البرلماني أن المواقع الأثرية التي تعود إلى حقب مختلفة من التاريخ، كمغارة هرقل والمدينة العتيقة وأسوارها والقبور الرومانية وحديقة بيرديكاريس، كلها عناصر تشكل البيئة الحضرية المتميزة لمدينة طنجة والتي يجب حمايتها والحفاظ عليها. وتساءل الفريق عن الإجراءات المتخذة قصد وضع التراث العمراني لمدينة طنجة على القائمة لإدراجها في لائحة التراث العالمي، وهو ما دفع الوزارة إلى تأكيد استعداداتها لتسجيل المدينة العتيقة ضمن التراث العالمي المشار إليه.
طنجة: محمد أبطاش