النعمان اليعلاوي
تلوح بوادر الاحتقان في صفوف المحامين، على ضوء مشاريع القوانين المرتبطة بالمهنة، فقد انتفض أزيد من 5000 محام ومحامية، بمدرجات مسرح محمد الخامس بالرباط، والمنتمين لجمعية هيئة المحامين ويمثلون 17 هيئة محاماة بالمغرب، ضد ما اعتبروها «هجمة تشريعية» من خلال البرلمان ووزارة العدل، في ظل عزم الحكومة إصدار مشاريع قوانين لها صلة بمهنة المحاماة، والتي مرر بعض منها؛ وتشرع الحكومة في تهيئة إصدار البعض الآخر، من أبرزها مقتضيات مشروع قانون المسطرة المدنية، ومشروع قانون المسطرة الجنائية، والقوانين المنظمة للمهنة.
وفي هذا السياق، دعا الحسين الزياني، رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، الفاعل السياسي إلى تفعيل أدواره السياسية والقيام بقراءة دستورية جيدة، ومعاينة ما يطلع من قوانين من رحم برلمان الأمة، بهدف قتل مهنة المحاماة.
وقال المتحدث في كلمة ألقاها في افتتاح المهرجان الخطابي الذي نظمته جمعية هيئات المحامين، أول أمس السبت بالرباط، إن مطالب المحامين ليست فئوية ولا هي خاصة، بل هي تشكل مظهرا من مظاهر دولة الحق والقانون، مشيرا إلى أن اكتمال السلطة القضائية يكون بالمحامين، وأنهم ليسوا جناحا آخر في السلطة القضائية كما يسعى البعض إلى تكريسه، معتبرا أن «ما يجري حاليا هو نتاج سياسات تسعى إلى تقييد العدالة والاستبداد بها»، وقال: «ليس معقولا أن تسطر بلادنا برامج للتنمية وتبقى المحاماة على الهامش بدون إصلاح، فيما يجري تهميش انتظارات المحامين من أجل تطوير المهنة وتحديثها».
من جانب آخر، اعتبر المتحدث أن التشريعات التي هي بصدد التهييء، على رأسها مشروع القانون الجنائي «تضم عددا من النقاط غير الدستورية ولا ترقى لتطلعات المحامين»، مضيفا أن «هناك مسا بالمكانة الاعتبارية لمهنة المحاماة، واللقاء الوطني الذي تم تنظيمه هو بمثابة شكل احتجاجي على عدم الاستجابة لمطالبنا للحوار، والاشتغال بمنطق ذبح مهنة المحاماة، مع السعي إلى تهميش وتكبيل المحاماة، وهي هجوم غير مفهوم وغير مبرر على المهنة»، حسب المتحدث، وتابع قائلا: «كفى من إهدار الزمن الاستراتيجي للمغاربة في الانتقال الديموقراطي، حيث إن تشريعات اليوم لن تشكل نقلة نوعية؛ بل هي عائق كبير وخطير في مسار النماء والبناء لمغرب اليوم؛ مغرب جميل يسع الجميع».
مؤطر
بذلة محام تنقذ شابا أضرم النار في جسده قبالة البرلمان
تمكن عدد من المحامين بهيئة مراكش من إنقاذ حياة شاب عشريني أقدم على محاولة الانتحار بإضرام النار في جسده، قبالة مبنى البرلمان، بشارع محمد الخامس بالرباط، بعدما سارعوا إلى إخماد النيران التي أشعلها في جسده، مستعملين بذلة المحاماة لأحد زملائهم.
وذكرت مصادر إعلامية أن المعني بالأمر أقدم على صب مادة قابلة للاشتعال على جسده، قبل إضرام النار بها، في مشهد أثار ذهول المارة. وأوضحت المصادر أن تدخل عدد من المواطنين الذين تبين أنهم محامون، حال دون انتشار النار في جسد المعني بالأمر، حيث ساهم هذا التدخل البطولي في إنقاذ حياة المواطن المعني.
وحلت عناصر الوقاية المدنية على وجه السرعة بعين المكان، حيث تم تقديم الإسعافات الأولية للشاب، كما تم نقله صوب المستشفى الجامعي ابن سينا (السويسي) لتلقي العلاجات الضرورية، فيما قالت المصادر إن الحروق التي أصيب بها المواطن قد تكون من الدرجة الأولى، أو الثانية على أبعد تقدير.