تطوان: حسن الخضراوي
عبرت العديد من جمعيات آباء وأمهات التلاميذ بتطوان والمدن المجاورة، بحر الأسبوع الجاري، عن استنكارها لهدر الزمن المدرسي، بسبب الإضرابات المتواصلة للأساتذة المتعاقدين والتحاق نقابات تعليمية بهم، حيث تم شل جل المؤسسات التعليمية، في ظل ارتفاع التوتر بين المحتجين ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وغياب التوصل لحدود الآن إلى حلول واقعية يمكن من خلالها استئناف التدريس بشكل عادي، وتدارك ما فات من الدروس والتحضير للامتحانات المقبلة.
واحتج المئات من الأساتذة المتعاقدين، رفقة العديد من ممثلي ومنخرطي النقابات التعليمية، مساء أول أمس الثلاثاء، أمام المحكمة الابتدائية بتطوان، حيث رفعت شعارات قوية تنادي بالتوقف عن محاكمة المحتجين، وإعادة النظر استئنافيا في أحكام الإدانة بالحبس النافذ، فضلا عن مراجعة كافة ملفات التعاقد مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، ومنح الأستاذ المتعاقد نفس امتيازات وحقوق الموظفين العموميين، والإدماج في الوظيفة العمومية.
وحسب مصادر، فإن إضرابات قطاع التعليم المستمرة بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة ساهمت في إرباك التحضير للامتحانات من قبل التلاميذ في المستويات الإشهادية، وعدم انتظام متابعة الدروس، حيث يضطر العديد من التلاميذ في مختلف المستويات التعليمية إلى الدراسة ساعة وانتظار ساعات خارج المؤسسة، لدراسة ساعة أخرى ثانية في اليوم بشكل متفرق، بسبب إضراب أساتذة وعمل آخرين.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن جل جمعيات الآباء بالشمال رفضت استعمال هدر الزمن المدرسي الذي يبقى ضحاياه هم التلاميذ، واستغلالهم في الضغط لتحقيق مطالب فئة الأساتذة المتعاقدين أو أي ملف مطلبي آخر له علاقة بالنقابات التعليمية، حيث يبقى حق التلميذ الدستوري في التعليم، وفق الجودة المطلوبة، من الأولويات التي يجب أن ينخرط في تنزيلها الجميع، دون مساس بحقوق الاحتجاج، وفق الضوابط والقوانين وروح الحوار.
وأضافت المصادر ذاتها أن الاساتذة المحتجين يرفضون تحميلهم مسؤولية هدر الزمن المدرسي وضياع حقوق التلاميذ، وإرباك التحضير للامتحانات، في حين تطالب جمعيات الآباء بضرورة الحوار بين الأطراف المعنية، للوصول إلى حلول عاجلة، يمكن من خلالها تدارك إرباك السير العادي للدروس، والحق في الاحتجاج، دون استغلال أو مساس بالحق الدستوري في التعليم.