النعمان اليعلاوي
حسم المؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي اختتم أشغاله، أول أمس (الأحد) بالجديدة، في خلف حكيم بنشماش على كرسي الأمانة العامة للحزب، حيث انتخب المجلس الوطني للحزب، البرلماني عبد اللطيف وهبي، مرشح «تيار المستقبل»، أمينا عاما جديدا للحزب وذلك بعد انسحاب كافة المرشحين المنافسين له، وآخرهم سمير بلفقيه.
وجاء انتخاب وهبي بالإجماع من طرف أعضاء المجلس الوطني للحزب، بعدما مهد انسحاب المرشحين الخمسة وعلى رأسهم القياديان البارزان في الحزب، محمد الشيخ بيد الله وسمير بلفقيه، الطريق لوهبي للاستفراد بسباق الأمانة العامة، خلال المؤتمر الذي شهد أحداثا كادت تعصف به بعد احتجاج مؤتمرين واتهام ثلاثة مرشحين لانتخابات الأمانة اللجنة التحضيرية بارتكاب خروقات.
وفي هذا السياق، قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، في كلمة عقب انتخابه، إن «محطة المؤتمر الوطني للحزب همت مجموعة من القضايا الخلافية على مستوى التوجهات والهوية وعلى مستوى القوانين، ولكن مناضلات ومناضلي الحزب كانوا في مستوى اللحظة التاريخية واستطاعوا أن يتجاوزوا كل الخلافات والنقاشات التي وقعت»، حسب وهبي، الذي اعتذر عن الأحداث التي شهدتها الجلسة الافتتاحية، وقال: «نعتذر للضيوف، ونعتذر للجميع بسبب ما وقع خلال الجلسة الافتتاحية، ولكن المهم هو أن الأمر انتهى بانتصار كبير، انتصار الديمقراطية، وانتصار عودة حزب الأصالة والمعاصرة»، حسب تعبيره.
واعتبر الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة أنه «ليس هناك من لحظة أفضل من تلك التي ينتصر فيها الحزب»، مضيفا أن «الحزب لا أعـداء له، وإنما هناك اختلاف فقط مع أناس. فلا وجود للعداء في السياسة، والأصل أننا جميــعا مغاربة قد نختلف، ولكن في نهاية المطاف مصلحة الوطن أكبر من كل ذلك». وقال وهبي في كلمته إنه «واع بالتحديات التي تنتظره»، ونوه بهذه المناسبة بالعمل الذي قام به على رأس الحزب سلفه حكيم بنشماش، والذي يوجد حاليا على رأس الغرفة الثانية للبرلمان. وبعد أن دعا مجموع الأحزاب إلى العمل على خدمة الوطن والشعب، قال إنه يمد يده لكل الفاعلين السياسيين من أجل بلوغ هذه الغاية.
وإلى جانب وهبي، جدد المؤتمر الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة الثقة في فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة للمجلس الوطني للحزب لولاية جديدة، فيما تم اختيار وجوه جديدة داخل المجلس الوطني، وتجديد الثقة في بعض الأعضاء السابقين.
وأكدت فاطمة الزهراء المنصوري، في كلمة لها عقب انتخابها رئيسة لبرلمان الحزب، أن عمل المجلس في الفترة القادمة سيرتكز على «الاشتغال الجاد من أجل بناء المستقبل والحفاظ على المكتسبات، التي حققها الحزب خلال السنوات الماضية»، مبرزة أن «الجميع سيعمل على طي صفحة الماضي، والعمل بشكل وحدوي وموحد يخضع لقيم المشروع الحداثي الديمقراطي». ووعدت المنصوري بأن يتسع المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي توجد على رأسه لعدد إضافي من النساء المناضلات في صفوف الحزب، وقالت إنها ستعمل خلال السنوات الأربع المقبلة على هذه الغاية.
من جانب آخر، قال عبد الواحد الزيات، عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، إن المجلس قرر تأجيل انتخاب المكتب السياسي للحزب إلى الأسبوع المقبل، مشيرا في اتصال هاتفي مع «الأخبار» إلى أن «التشكيلة المنتظرة للمكتب السياسي ستكون كفيلة برسم معالم توجهات الأمين العام الجديد للحزب، وتعبيرا عن التوجه نحو الديمقراطية الداخلية وخلق التوازنات أو خلافه ببسط هيمنة توجه معين دون غيره»، مضيفا أن النقاش كان في المؤتمر حول طريقة انتخاب الأمين العام، وقد ظهر توجهان، أحدهما ينادي بتخصيص المجلس الوطني بالقرار، والآخر يدعو إلى أحقية المؤتمر في انتخاب الأمين العام في اقتراع سري ووفق عدد الأصوات، يشير المتحدث الذي أضاف أن «الحزب لا يجب أن يرسم خطوطا حمراء في علاقته مع باقي الأطراف السياسية والأحزاب، على اعتبار أن المرحلة الحالية التي يعيشها المغرب تستوجب التوافقات والعمل المشترك، لتكريس التنمية والنهوض بالأوضاع وفق منطق التعاون والتجاوب».