شوف تشوف

الرئيسيةتقارير

المؤبد و45 سنة سجنا لعصابة قتلت سائق سيارة «INDRIVE»   

ارتكبت جرائم سرقة واحتجاز استهدفت سيارات التطبيقات وهواة «الأوطوسطوب»

الأخبار

عاشت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، مساء أول أمس الأربعاء، لحظات مثيرة والهيئة القضائية تحسم ملفا يرتبط بعصابة إجرامية جد خطيرة، يتابع فيها ستة أشخاص، خمسة منهم من ذوي السوابق، تخصصت في استهداف سائقي سيارات النقل عبر التطبيقات، من أجل سرقة سياراتهم وممتلكاتهم والاعتداء عليهم بيد مسلحة إلى حد القتل، كما وقع مع موظف أربعيني أقدمت على تصفيته ورميه بإحدى غابات سيدي بطاش التابعة لإقليم بنسليمان.

 

مطالبة بحكم الإعدام

جلسة، أول أمس، أنهتها الهيئة القضائية بإدانة المتهمين الستة المكونين للعصابة الإجرامية، بعد متابعتهم في حالة اعتقال بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والاختطاف والسرقة بيد مسلحة، (أدانتهم) بالسجن المؤبد في حق متهمين اثنين، فيما أدانت ثلاثة متهمين بأحكام بلغت 45 سنة سجنا، موزعة على 20 سنة سجنا و15 سنة، ثم 10 سنوات سجنا في حق المتهم الخامس، أما المتهم السادس فقد منحته الهيئة البراءة.

وتميزت الجلسة بمداخلة قيمة لممثل الحق العام الذي طالب بالحكم بالإعدام على المتهمين الرئيسيين في الملف، وإنزال عقوبات مشددة بباقي المتهمين، بالنظر إلى خطورة الجرائم المنسوبة لهذه العصابة الإجرامية الخطيرة. كما استمعت الهيئة القضائية التي أولت هذا الملف اهتماما خاصا منذ إحالته عليها من طرف الوكيل العام وقاضي التحقيق إلى تصريحات صادمة لحوالي خمس ضحايا، حضروا بالقاعة، بينهم سائقو سيارات «indrive» ومواطنون جرى اصطيادهم عبر آلية «الأوطوسطوب»، أدلوا بسيناريوهات مرعبة تتعلق بكيفية اختطافهم من طرف العصابة وسرقتهم والاعتداء عليهم، في حال عدم توفرهم على أموال أو حسابات بنكية، حيث كان المتهمون يفرضون على الضحايا بعد اختطافهم، تمكينهم من بطاقاتهم البنكية والأقنان السرية الخاصة بها.

المثير في هذه المحاكمة التي حسمتها الهيئة القضائية بأحكام مشددة بلغت السجن المؤبد، سبقتها محاكمة مماثلة، قبل ثلاثة أسابيع فقط، بالقاعة نفسها وعلى يد الهيئة القضائية ذاتها، همت عصابة إجرامية يتزعمها نفس الجانيين الرئيسيين اللذين أدانتهما المحكمة، أول أمس، بالسجن المؤبد، حيث سبق أن أدانتهما، رفقة متهم آخر بعقوبة سجنية نافذة بلغت 12 سنة سجنا لكل واحد منهم، وذلك على خلفية تهم مماثلة، تتعلق بالاعتداء تحت التهديد على مواطنين وسرقة ممتلكاتهم بالعنف، بعد استدراجهم عبر خدمة النقل عبر التطبيق، حيث كانوا يستغلون سيارات مسروقة أو مكتراة في هذه العملية، قبل السطو على ممتلكات زبنائهم، بل سجلت في حقهم مداهمة المستشفى الجهوي للاعائشة بتمارة، واحتجاز حارس الأمن الخاص بمدخله، وسرقة أدوية عبارة عن أقراص مخدرة، من أجل استهلاكها وتنفيذ عمليات إجرامية تحت التخدير.

 

قتل سائق «indrive»

عاد نفس المتهمين الرئيسيين إلى جلسة المحاكمة، أول أمس، على خلفية ملف ثقيل آخر، يعود إلى يونيو 2023، حيث كانوا قد أزهقوا رفقة متهمين آخرين، روح موظف أربعيني وظف سيارته في خدمة النقل.

وضمن تفاصيل هذه الجريمة الخطيرة، كانت الأبحاث المنجزة من طرف عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية بتمارة، تحت إشراف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، قد كشفت تورط العصابة الإجرامية في تنفيذ جرائم سرقة واعتداءات مسلحة استهدفت مواطنين وسيارات بمناطق مختلفة بجهة الرباط، وخاصة الهرهورة والرباط وسلا والقنيطرة وعين عتيق، كانت أبرزها جريمة القتل العمد التي ذهب ضحيتها موظف سقط في قبضة العصابة الإجرامية، عبر تسخير سيارته لخدمة النقل عبر التطبيق الهاتفي.

وكانت إعادة تمثيل الجريمة التي تمت، بمنطقة خلاء ضواحي سيدي بطاش، تحت إشراف السلطات الأمنية والقضائية المختصة، جد صادمة، حيث كشفت للمحققين أن الأمر يتعلق بعصابة إجرامية جد خطيرة لا ترحم كل من صادفها في طريقها، حيث طلب شخصان عبر تطبيق هاتفي متخصص نقلهما إلى الهرهورة، ليلتقيا بصاحب السيارة بحي الفتح بمدينة الرباط في اتجاه الهرهورة، قبل أن ينقضا عليه من خلال محاولة شنقه بحزام السلامة، وبعد أن أبدى الموظف مقاومة أولية لإنقاذ نفسه، انهال عليه الجانحان بالضرب حتى الموت، وقد عمدا إلى نقل جثة الضحية الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بين أيديهما، إلى إحدى الغابات بمنطقة سيدي بطاش، مرورا بمدينة تامسنا وسيدي يحيى زعير، حيث قاما برميه بجانب شجرة بأرض خلاء بعيدة جغرافيا عن مكان القتل، وذلك بهدف تمويه الأبحاث والمحققين.

معركة البحث التي شاركت فيها المصالح الأمنية وعناصر الدرك الملكي بالعديد من المناطق والمراكز الترابية التي نفذت بها العصابة الإجرامية عمليات السرقة التي تستهدف المواطنين والسيارات، حسمتها عناصر الشرطة القضائية بتمارة، بفضل معلومات دقيقة لـ«الديستي»، حيث تمكنت من إيقاف المتهمين الرئيسيين على خلفية البحث في جريمة سطو على سيارة مواطن بتمارة، قبل أن يتبين أن المتهمين الموقوفين كانوا وراء مقتل الموظف الذي وظف سيارته في خدمة النقل عبر التطبيقات الهاتفية.

 

تنسيق للمناطق الأمنية

التنسيق بين المناطق الأمنية بكل من تمارة والرباط وسلا والقنيطرة أسفر عن معطيات بالغة الخطورة، تفيد بأن العصابة الإجرامية كانت وراء العديد من العمليات الإجرامية المسجلة بمدن مختلفة من جهة الرباط، والمتعلقة تحديدا باستهداف سائقي السيارات أصحاب التطبيقات الهاتفية، فضلا عن استغلال آلية

«الأوطوسطوب» للإيقاع بعشرات الأشخاص الذين يتحولون من فاعلي خير إلى ضحايا الاختطاف والاحتجاز والاعتداء والسرقة تحت التهديد بالأسلحة البيضاء.

وكان بلاغ أمني رسمي قد أكد أن الشرطة القضائية بكل من مدن تمارة والرباط والقنيطرة قد تمكنت، بتنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من إيقاف ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 24 و36 سنة، وذلك للاشتباه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في اقتراف السرقات بالعنف، والتي نجم عنها جريمة قتل عمد.

وأفاد المصدر نفسه بأن المشتبه فيهم كانوا قد أقدموا على سرقة أربع سيارات، باستخدام أسلوب إجرامي يتمثل في استدراج سائقين يمتهنون نقل الأشخاص عبر التطبيقات الهاتفية، حيث يعمدون إلى اصطحابهم إلى أماكن قروية وتعريضهم للسرقة تحت التهديد والعنف، مما تسبب في وفاة سائق إحدى السيارات، جراء الاعتداء الجسدي الذي استهدفه.

كما تشير إجراءات البحث إلى أن المتهمين ارتكبوا كذلك عمليتين للسرقة باستعمال السيارات المتحصلة من هذه الأفعال الإجرامية، استهدفت هواتف محمولة ومنقولات شخصية مملوكة لضحيتين كانا يستجديان نقلهما مجانا بطريقة «AUTO STOP».

وحسب معطيات رسمية، فقد مكنت الأبحاث التقنية والتحريات الميدانية التي باشرتها مصالح الأمن من تحديد هويات المشتبه فيهم واعتقالهم بمدينتي تمارة والصخيرات، كما أسفرت عملية التفتيش المنجزة بتنسيق مع عناصر الدرك الملكي عن حجز وثائق إدارية ومستندات في ملكية الضحايا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى