شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

الليغا السعودية

 

 

حسن البصري

 

يعيش مناخ الكرة متغيرات رهيبة، بعد أن نجحت الأندية السعودية في استقطاب خيرة نجوم كرة القدم العالمية. رونالدو في النصر وميسي في الهلال، وبنزيمة مطلوب في الاتحاد، ونجوم آخرون في الطريق إلى الأراضي المقدسة لاحتراف الكرة.

اليوم يتسابق تجار حقوق النقل التلفزيوني من أجل شراء الفرجة الكروية في ملاعب المملكة العربية السعودية، ويتنافس الرعاة على ترويج سلعهم بنكهة النجوم الذين نجحوا في مساراتهم لكنهم عجزوا عن الصمود أمام جاذبية الصفقات الخيالية.

جماهير الكرة ستصلي على قبلة السعودية، ستضبط ساعاتها على توقيت مكة المكرمة، لتستمتع بنجوم اختاروا إنهاء مسارهم في الأراضي المقدسة. كان حلما بعيد المنال، بل وهما إلى وقت قريب، قبل أن يتحول إلى حقيقة بعد أيام.

قد يكون صيفنا موسم الرحلة إلى السعودية، خاصة إذا نجح المال في تغيير مواقف نجوم آخرين أمثال مودريتش وماني وهازارد، قد يشد حارسنا بونو الرحال صوب الرياض أو جدة، ضدا على حفيظ «الطعارجي»، الذي شكك في قدرات حارس عرين المنتخب وظل يردد عند كل تدخل موفق لياسين لازمته الحاقدة: «الكرة تصطدم بالحارس ياسين بونو وتضيع».

شركات الرهان الرياضي حائرة في أمرها، في ظل وجود قانون سعودي يمنع المقامرات الكروية، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية حائرة بدورها، في ظل منع غير المسلمين من دخول مكة والمدينة، وما يترتب عن هذا القرار من حرج للفرق الزائرة التي غالبا ما تخوض مبارياتها في المدينتين المقدستين بفريق مسلم، قبل أن تفكر الحكومة في بناء ملاعب خارج المدار الحضري، حتى تبلغ البعثة الرياضية الملعب بصحبة اللاعبين والمدربين الأجانب من الطريق الخارجي المؤدي لأرض المباراة مباشرة.

لكن المشكل يكمن في الحكام غير المسلمين، الذين ستستورد السعودية الدفعة الأولى منهم في الأيام القادمة، لأن ترويض النجوم لا يتم إلا بصفارات أجنبية.

سيحول عشاق الكرة العالمية بوصلتهم صوب المملكة العربية السعودية، وسيصبح للتمثيليات الدبلوماسية السعودية ملحقون رياضيون، وسينتهي العمل بتمجيد اللاعب والثناء عليه طالما أنه يرتدي قميص الريال والبارصا.

عذرا عشاق ميسي ورونالدو ومودريتش، لا تقسوا على نجوم اختاروا كتابة آخر سطور سيرتهم في السعودية، واختاروا طوعا وكراهية أكل «الطازج» وجعل المكيف خير أنيس في حياة ما قبل الاعتزال.

ولأن الليغا ستستوطن أرض الحجاز، فإن كثيرا من السعوديين الأثرياء من مالكي الفرق الإسبانية، وعلى رأسهم تركي آل الشيخ، يفكرون في ترك النادي بما حمل والاستثمار في فريق سعودي.

هناك من يعارضون التهافت على جلب الأساطير، مبررهم أن النصر السعودي كان متصدرا للدوري وحين تعاقد مع رونالدو تراجع للمركز الثاني، وهناك من يعارض الاستثمار في لاعبين على وشك انتهاء صلاحيتهم. لكن في جميع الحالات هناك مكاسب مالية ورياضية وسياسية وثقافية لا أحد يمكن أن ينكرها.

صحيح أن الصراع على البطولة السعودية يقتصر، من زمن ما قبل النفط، على أربعة فرق تحتفل بالألقاب والباقي لا يملك سوى فرصة الاحتفال بيوم تأسيس النادي فقط، لكن في جلب النجوم سيتنافس المتنافسون.

في غمرة الاستقطاب، يصر اللاعب المغربي عبد الرزاق حمد الله على أن يحمل اللقب ويتوج هدافا ويحمد الله الذي يعطيه من حيث لا يحتسب. وفي عز التهافت، لا يسعنا إلا أن نترحم على سفراء الكرة المغربية الأولين في السعودية، اللاعبان عبد اللطيف بكار ومصطفى شكري، والمدرب الشاعر أحمد صبري، الذين حطوا الرحال بنادي الوحدة سنة 1978، حين كان قانون الاحتراف بعد أن يشتعل الرأس شيبا ساري المفعول.

ما نخشاه غدا أن تنقلب مفاهيم الصفقات ويصبح الهلال هو من ينتقل إلى ليفاندوفسكي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى