أثار هروب الرئيس التنفيذي السابق لتحالف رينو-نيسان- ميتسوبيشي موتورز، كارلوس غصن، حالة من الجدل والدهشة منذ وصوله إلى بيروت قبل ليلة من رأس السنة، وشبهها الكثيرون بأفلام هوليود، بسبب صعوبة المهمة، خاصة وأن اليابان معروفة بالدقة والصرامة والانضباط في إجراءاتها.
أما عن الشخص الذي استطاع تنفيذ هذه المهمة المستحيلة، فهو الضابط السابق بالجيش الأميركي مايكل تايلور رفقة جورج زايك الذي يعمل لديه، وفقا لصحيفة “فيننشال تايمز”.
وأكدت الصحيفة أن التخطيط للعملية تطلب شهورا والسفر عدة مرات إلى اليابان، وأن العملية بدأت باستقلال غصن قطارا فائق السرعة من العاصمة طوكيو إلى مدينة أوساكا، برفقة تايلور وزايك، بعد أن لبس قناع وجه صُنع له خصيصا، وهناك استقل تايلر وزايك طائرة خاصة لمدة 12 ساعة من مطار المدينة إلى مطار أتاتورك في إسطنبول، بعد أن وضعا غصن داخل صندوق كبير يستعمل لنقل الآلات الموسيقية، وهناك تم نقل غصن إلى طائرة أخرى كانت تنتظره على المدرج، وبعدها طار إلى بيروت.
ونقلت وسائل الإعلام التركية عن مدير العمليات في شركة الطيران MNG التي تم استئجار الطائرات منها، أوكان كوسمان، أنه ساعد في تهريب غصن دون أن يعلم من هو.
وقد ألقت السلطات التركية القبض على كوسمان بتهمة تهريب البشر، وصرح كوسمان للسلطات المعنية أن أحد معارفه القدماء في لبنان اتصل به وطلب منه المساعدة في قضية “ذات أهمية على المستوى العالمي” وأن أسرته ستكون في خطر إذا رفض الطلب.
وقال كوسمان في إفادته للشرطة : “كنت خائفا. أخذت رجلاً من طائرة ووضعته في طائرة أخرى في المطار. لم أكن أعرف من هو”.
وتايلور البالغ من العمر 59 عاما، هو عنصر قوات خاصة أمريكية سابق، خدم في العديد من بلدان الشرق الاوسط، ودخل السجن في الولايات المتحدة بتهمة تقديم رشوة لمسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي لوقف التحقيق في عقد أبرمته وزارة الدفاع الأمريكية مع شركة تايلور لتدريب القوات الخاصة الأفغانية.