أكدت مصادر موثوق بها لـ «الأخبار» أن سجن العرجات بسلا استقبل، مساء أول أمس الاثنين، دفعة ثانية من المتورطين في أحداث الشغب التي رافقت مباراة الجيش الملكي والرجاء البيضاوي في كرة القدم، مساء الأربعاء الماضي بمركب الأمير مولاي عبد الله، وتتمثل في ثلاثة متهمين من أنصار الجيش الملكي جرى اعتقالهم نهاية الأسبوع الماضي وإحالتهم على عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط، صباح أول أمس الاثنين، على أنظار الوكيل العام للملك لدى استئنافية الرباط، والذي قرر بدوره إيداعهم سجن العرجات ومتابعتهم في حالة اعتقال بتهم جد خطيرة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية وإضرام النار عمدا والسرقة المتشددة، وتعييب وتخريب منشآت وممتلكات في ملك الدولة والخواص، وكذا اقتراف أعمال الشغب والمشاركة في الضرب والجرح البالغين في حق رجال القوة العمومية .
اعتقال المتهمين، نهاية الأسبوع الماضي، جاء على خلفية التحقيقات المنجزة حول أحداث الشغب الخطيرة التي أعقبت مباراة الكلاسيكو بين الجيش الملكي والرجاء البيضاوي الأربعاء الماضي بمركب مولاي عبد الله بالرباط، برسم مؤجل الدورة 14 من الدوري الاحترافي المغربي.
وأكدت مصادر الجريدة أن التحريات العلمية التي انصبت على تسجيلات الكاميرات المنصوبة بداخل ومحيط المركب الرياضي بالرباط، كشفت تورط المتهمين في المشاركة في أحداث الشغب غير المسبوقة التي أعقبت المباراة، وأسفرت عن اعتداءات خطيرة في صفوف رجال الأمن والإسعاف والقوات المساعدة، علاوة على تخريب العديد من التجهيزات التابعة للمنشآت الرياضية الخاصة بمركب الأمير مولاي عبد الله، كما رصدت كاميرات المراقبة تفاصيل العربدة التي أقدم عليها المتهمون الثلاثة، قبل أن ينضم إليهم قاصرون وجحافل من الجماهير المحسوبة على جماهير الفريقين، لتنطلق شرارة الفوضى العارمة، مسببة في حالة قصوى من الهلع في صفوف الساكنة المجاورة والمواطنين الذين كانوا بالقرب من الطريق السيار ومدخل تمارة وحي الرياض، حيث سجلت عشرات الإصابات في صفوف الأمنيين والقوات العمومية التي تجاوزت 40 إصابة والخسائر المادية الكبيرة في صفوف ناقلات الدولة والخواص، وممتلكات المركب الرياضي تحديدا.
وبالتزامن مع عرض المتهمين الثلاثة على الوكيل العام للملك لدى استئنافية الرباط، زوال أول أمس الاثنين، باشرت الهيئة الفضائية بالغرفة التلبسية الجنحية بالمحكمة الابتدائية بالرباط أطوار محاكمة 11 متهما، بينهم ثلاثة في حالة سراح و8 في حالة اعتقال، وهم من أنصار فريقي الجيش الملكي والرجاء البيضاوي حيث عرضوا على النيابة العامة، وتم تأجيل المناقشة إلى الأسبوع المقبل، من أجل إصدار الأحكام في حقهم، في حين تم تأجيل جلسة ثلاثة قاصرين تم إيقافهم على خلفية الأحداث نفسها إلى فاتح أبريل القادم.
وكانت المصالح الأمنية بالرباط قد شنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف أنصار الفريقين، عقب أعمال الشغب التي شهدها مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط أثناء وبعد المباراة.