بقلم: خالص جلبي
(13) توقع كل الاحتمالات وتفاءل بالأفضل، ولكن تهيأ للأسوأ، حسب ديل كارنيجي في كتابه «دع القلق وابدأ الحياة»، قاعدة تخيل الأسوأ ويمكن أن تنام.
(14) خطّط قبل وقوع الأحداث، كي لا تُفاجأ باستقبالها وأنت غير مستعد.
15)) كن واعيا بمحيطك وتعامل معه كما هو، فلا ضمانة لأي إنسان أو شيء في أي زمان ومكان، والعالم العربي في حالة مرض قريبة من حال السرطان، هو أقرب لجثة تتفسخ.
(16) حاول أن تكون متحضرا (إنسان الحضارة)، واحذر من أصول التخلف العشرة؛ وهي الأصل في الأشياء الحرمة. وفي الإنسان الإدانة. وفي العقل الجهل. وفي المكان عدم البيان. وفي الوقت الإضاعة.
وفي الأصوات القباحة ورفع الصوت، وفي اللباس القذارة وعدم الأناقة. وفي المرأة الدونية والإهانة. وفي المخاطبة عدم الاحترام. وفي المشي الزحام وخبط الآخرين. وفي قيادة السيارات عدم الذوق، وعدم وضع اعتبار للآخرين. وفي التعامل مع الآخرين آلية الإعدام والإلغاء المتبادل.
(17) لا تتطوع بنقل الأخبار السيئة والحزينة والمنفّرة والمقبضة، ما لم يكن فيها إنقاذ نفس أو دفع خطر عظيم. في قصة «البؤساء» جاء موقف الراهبة التي لا تكذب كيف كذبت لإنقاذ حياة العمدة مادلين. وأجب عن كل سؤال بجواب أصغر منه، خاصة عند رجال الأمن (المخابرات) المبنيين على الوسواس الخناس. وورد في الحديث: (إن الله كَرِهَ قيل وقال، وكثرة السؤال)، ولكن من يفهم؟ لأن كل جواب مطول عادة لسؤال أطول. إذاً، شكل المنعكس الشرطي الإيجابي، حيث يكون ظهورك فاجعله مقترنا بخبر سار، وفكرة جيدة، وريحٍ طيبة، وخلق مميز.
18) ) احرص على حمام يومي ولو لخمس دقائق، وتجنب الإمساك والقبض المؤدي إلى المرض، وكن معتدلا في طعامك وشرابك، وأكثر من شرب الماء والسوائل والخضروات والفواكه، وكن دوما بريحٍ طيبة من عطر ولو كان رخيصا، وتجنب رائحة الرجلين والجوارب المتعفنة، والبس الثوب النظيف ولو كان قديما، فليس العيب أن تلبس قديما، بل العيب أن يكون قذرا.
(19) ليس العيب أن تكون جاهلا، ولكن العيب أن تحرص ألا تتعلم، فالله خلق الناس جميعا من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا. «وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة».
20) ) لا تتفاءل كثيرا عندما تشرح أفكارك بأنها أصبحت واضحة، وكما يقول الفيلسوف الألماني «فريدريك نيتشه»: «التشاؤم علامة انحطاط والتفاؤل سطحية، فاحرص على التفاؤل من رحم المعاناة»، لأن العقل يعمل على آلية عجيبة، فالعقل يُكرس المفاهيم التي عنده، أكثر من إضافة مفاهيم جديدة تعدل ما عنده، ومنه كرر القرآن الكثير ممن تأتيه الآيات والنذر لا تُغني عنه شيئا، وأن الناس كلما حدثهم أحد بشيء جديد مفيد، قالوا: «إنا وجدنا آباءنا على أُمَّة وإنا على آثارهم مقتدون».
21) ) وطّن نفسك بالتدريب الشاق على بناء الذات حتى تلين النفس، فالنفس رهيبة، وعندها قدرة تملص عجيبة من الواجب والمر، وتعمل هاربة من الواجب بحيث لا يفطن إليها صاحبها نفسه إلا بجهاد كبير، ولا يقوم أو يصل إلى تطويع النفس، إلا من كان ذو حظ عظيم من الصبر والوعي والمران.
22) ) في مواجهة أي مشكلة درب نفسك على أسوأ الاحتمالات بما فيها الموت، فكل ماعدا ذلك سيكون دون هذا التوقع، وفي العالم العربي يلعب المزاج الهوائي والوساطة وعفونتها، والمفاجآت السلبية، الدور الكبير في مصير الأحداث.
(23) لا تربط نفسك بمن حولك: فالمسؤولية يوم القيامة فردية، وكسب الإنسان مما عملت يداه، وفي العالم العربي لا قيمة للوقت والإنسان والفكر، لذا تعود على حمل المعرفة معك في صورة كتاب أو بحث أو شريط صوتي حيثما ذهبت وراجعت، لأن القاعدة أنك ستضيع الكثير من الوقت حيثما توجهت، فلا تربط مصيرك بمن حولك ممن هم خارج التاريخ والجغرافية وإحداثيات الزمان والمكان. مع ذلك فإن عالم الفيديوهات اليوم أقرب إلى عالم المسيح الدجال من تضييع الوقت في كثير من التفاهات، فتمتع بعقل نقدي.
24) ) تذكر أن الكون يقوم على قاعدة التغير وعدم الدوام: فهذه هي الحقيقة الأولى في الفلسفة البوذية، وهو المبدأ الثالث عند هرقليطس، الفيلسوف اليوناني. وكل شيء في هذا الوجود ماض في صيرورته التي لا تتوقف، والحياة وحدها هي الشيء المستمر، وهي دائما تسعى إلى الإفصاح عن نفسها في صور جديدة، والحياة جسر والجسر هو للعبور وليس لبناء بيت فوقه.
(25) لا تقل عنبا حتى يصبح في السلة: وتفسير هذا الكلام أن الإنسان عليه ألا يُعلل نفسه بالأماني والترهات، ويظن أن ما يكتبه ويُحرره أو يتمناه أو يُوعَد بهِ قد تحقق، فلا يثِق بشيء حتى يتحقق، والفرق كبير بين الواقع والأماني. اختصر القرآن المسألة بثلاث كلمات: أم للإنسان ما تمنى؟
(26) لا تُسلم أعصابك لشيء لم يحدث: فعندما يسمع الإنسان خبرا لم يتأكد منه، فلا يعد نفسه أنه تأكد حتى يتأكد، ولا يعِش على أعصابه كل الفترة دون مبرر. فعندما جاء خبر مقتل جساس للزير كان يشرب الخمر، فقال: اليوم خمر وغدا أمر. ومنه جاءت الآية تحذر من فاسق ينقل خبرا. والارتكاس نفسه كان عند تشرشل وهو يسمع بخبر هبوط الألماني «رودولف هس»، نائب هتلر في الحزب، قادما من ألمانيا النازية بطيارة ليفاوض الإنجليز على تسلم المستعمرات للسيد النازي. فبقي يتابع رؤية فيلمه كما في عصر كل يوم.
(27) إياك وترك مهنتك إلى المجهول: بل انتقل من مهنة إلى مهنة، ومن وظيفة لأخرى من دون ترك ثغرات في حركة الانتقال، أو البقاء معلقا في الهواء دون اتزان، فهذه حكمة والأخرى تهور يُورث الندامة، مع ذلك فالمغامرة جيدة – أحيانا- وليس في كل حين.
(28) بإمكاننا أن نعطي أبناءنا الحب، ولكننا لن نستطيع أن نعلمهم كيف يُفكروا، هكذا قال جبران خليل جبران. وكل أم حريصة على ابنها، والحرص لا يعني الصواب، وهناك بعض الأمهات يخرجن قتلة من حجم الأسد السوري، والحلوف (الخنزير) الكوري الشمالي.
(29) حاليا أصبحت بدعة التلفونات الذكية ترمي كل فرد في قفصه الخاص مع تفاهات لا تنتهي من أخبار مفبركة مكذوبة وبضاعة مسمومة، لذا كان من الحكمة الانتباه إلى أولادنا ذكورا وإناثا أن لا يلتصقوا بهذه الأجهزة، التي تفسد التربية، وتخرب الرؤية، وتجعل الدماغ في طوفان لا ينتهي من الإثارات.
(30) احرص على أن تجلس مع أولادك وأحفادك وقتا، تدرسهم فيه القرآن والسيرة وعاطر الحديث وعظيم الأخبار وفلسفة الغرب وتراث العلماء ومعرفة العالم تاريخيا وجغرافيا، وبناء العلاقات السليمة مع ذوي الفطرة السليمة.
نافذة:
ليس العيب أن تكون جاهلا ولكن العيب أن تحرص ألا تتعلم فالله خلق الناس جميعا من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا