تنظر هيئة محكمة الاستئناف بتطوان، بحر الأسبوع الجاري، في الملف المتعلق بشبكة للتهريب الدولي للمخدرات باستغلال أنشطة ترفيهية بموانئ سياحية بالمضيق، فضلا عن الشروع في مناقشة اعترافات حراس الأمن الخاص بميناء كابيلا السياحي، بتنفيذ مجموعة من العمليات الخاصة بتهريب المخدرات، والعلم والمشاركة في نقل رزم المخدرات الملفوفة في مادة البلاستيك وشحنها على متن قوارب ترفيهية بمساعدة عدد من الأشخاص، وذلك بدعم من بارون مخدرات يوجد رهن الاعتقال بسجن سبتة المحتلة.
وحسب مصادر مطلعة، فقد تم ترحيل الرأس المدبر لتهريب المخدرات انطلاقا من موانئ ترفيهية بالمضيق، من سجن تطوان إلى سجن طنجة، كما قامت السلطات المعنية بفتح تحقيق حول شكايات تقدم بها بخصوص تعرضه للتضييق والابتزاز والاستفزاز بسجن تطوان، وسط حديث عن محاولة المعني الضغط لنيل امتيازات خارج القوانين المعمول بها داخل المؤسسة السجنية، فضلا عن كون الشكايات ضد بعض الحراس كيدية، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات التي يتابعها الرأي العام بسبب جدل الترحيل وتداول الشكايات بالمواقع الاجتماعية.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن هيئة المحكمة سبق وقامت باستدعاء دفاع المتهمين، وكافة الأطراف المعنية ومصالح الجمارك المطالبة بالحق المدني، وذلك للشروع في تجهيز القضية للمناقشة وإصدار الأحكام القضائية الاستئنافية طبقا للمساطر القانونية، فضلا عن العودة للتدقيق في التفاصيل الخاصة بالوقائع التي أثبتتها محاضر الضابطة القضائية المنجزة من قبل الفرقة الوطنية التابعة للدرك الملكي والبحرية الملكية، والمتعلقة بحجز رزم من المخدرات ملفوفة في البلاستيك بعرض البحر بعمالة المضيق، وتمكُّن السلطات الإسبانية بعدها مباشرة من إجهاض عملية ضخمة للاتجار الدولي للمخدرات بواسطة قارب ترفيهي ثبت أن نقطة انطلاقه كانت من ميناء سياحي بالمضيق.
وكان قاضي التحقيق، الذي تكلف بالبحث بالمحكمة الابتدائية بتطوان، قرر متابعة رجل أعمال ضمن الشبكة الإجرامية المذكورة، للاشتباه في تورطه في شبكة للاتجار الدولي في المخدرات باستغلال أنشطة ترفيهية بموانئ سياحية بسواحل عمالة المضيق، فضلا عن النظر في متابعة سبعة متهمين آخرين في الملف نفسه، بمسك المخدرات والمشاركة في الاتجار فيها ونقلها وتصديرها، وخرق الأحكام المتعلقة بتصدير وحركية المخدرات داخل الدائرة الجمركية، بدون تصريح ولا ترخيص، طبقا للفصول 1 و2 و4 من الظهير الشريف 1974/05/21، والمواد 279 مكرر من مدونة الجمارك.
وكانت السلطات المغربية قامت، خلال الموسم الصيفي للسنة الماضية، بفتح تحقيق في عملية إنقاذ قارب من نوع (كاسكو) طوله سبعة أمتار، تم حجزه وهو يقترب من الغرق بعد صدمه من قبل دورية بحرية تابعة للسلطات الإسبانية قبالة سواحل سبتة المحتلة، حيث تم على متنه حجز أكثر من نصف طن من رزم المخدرات، فضلا عن اعتقال شخصين ضمنهما بارون مخدرات مشهور بالشمال يلقب بـ «كوبالا».
تطوان: حسن الخضراوي
