شوف تشوف

الرئيسيةخاصرياضة

القصة الكاملة لتصريحات أبو تريكة حول المثلية التي هزت العالم

كلام محلل «بين سبورت» وضع القناة القطرية في مأزق وحديث عن توبيخه دون تعرضه للإقالة

مقالات ذات صلة

الرابطة الإنجليزية تدخل على الخط وجمعيات تصف كلامه بالخطير والنجم المصري يحظى بدعم عشاقه

 

الأخبار

خلقت تصريحات اللاعب الدولي المصري السابق  محمد أبو تريكة، خلال «استوديو تحليلي»، في قناة «بين سبورت» القطرية، بعد مباراة تشيلسي ومانشستر يونايتد، الأحد الماضي، والتي انتقد فيها مبادرة «البريميرليغ» بدعم مجتمع الميم، وشن هجوما لاذعا على المثليين والمثلية الجنسية، وناشد خلالها اللاعبين المسلمين والعرب في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم مقاطعة الجولتين المخصصتين لدعم المثليين، (خلقت) ضجة عالمية، ما دفعت دخول رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز على الخط، ومنظمات تدافع عن المثليين، ووضعت القناة القطرية في موقف صعب، وذلك قبل شهور قليلة من استضافة قطر لنهائيات كأس العالم في كرة القدم.

 

أبو تريكة وقوم لوط

استعان أبو تريكة، أثناء تحليله لمباراة تشيلسي ومانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز، عرضتها قناة «بي إن سبورت» بنص قرآني: «فخسفنا به وبداره الأرض» (سورة القصص)، وتحدث عن قوم لوط وأن بداية القصة جاءته عندما سألته ابنته عن نوع الشارة التي يضعها عمداء فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، ولونها بقوس قزح.

واعتبر أبو تريكة أن الدوري الإنجليزي هو الأقوى عالميا من الناحية الفنية، ولكن هناك ظواهر لا تناسب عقيدتنا وديننا، أكبر عقوبة حدثت في التاريخ وذكرها القرآن (قوم لوط). كم طالب النجم المصري اللاعبين العرب والمسلمين بالتصدي لهذه الحملة الداعمة للمثليين.

ولم يتوقف أبو تركية عند هذا الحد، بل تحدث أيضا عن أن سلوكات المجتمع الغربي لا يجب أن يتم تطبيقها في الدول العربية، في إشارة منه إلى استضافة قطر كأس العالم خلال السنة المقبلة، مؤكدا أنه وجب احترام تقاليد هذا البلد العربي من طرف سكان العالم، كما يحترم العرب أيضا  سلوكيات المجتمع الغربي في  بلدانهم.

وحظيت تصريحات أبو تريكة بالتأييد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لما يتمتع به اللاعب السابق من شعبية كبيرة في المجتمع العربي، في حين انتقد بعض النشطاء تصريحاته، معتبرين أنها تندرج ضمن «خطاب الكراهية».

 

الرابطة الإنجليزية ترد بقوة

أعرب متحدث باسم الدوري الإنجليزي الممتاز «بريميرليغ» عن رفضه لأي تصريحات مناهضة للمثليين، وذلك تعليقا على تصريحات نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق، محمد أبوتريكة، على قناة «بي إن سبورت».

وأشارت قناة «الحرة» في تقريرها إلى أن الرابطة تدعم حقوق المثليين في الجولات الرسمية للدوري الإنجليزي الممتاز، بين 27 نونبر الماضي و2 دجنبر الجاري، من خلال حملة «Rainbow Laces» ، التي تتمثل في ارتداء اللاعبين شعارات بألوان قوس قزح (علم الفخر الخاص بالمثليين)، مثل ربطة ذراع ودبابيس وأربطة حذاء.

وردا على طلب تعليق، تضمن أبرز ما جاء على لسان أبو تريكة، مع رابط لفيديو التصريحات، أرسله موقع «الحرة» عبر البريد الإلكتروني، أحالنا الـ«بريميرليغ» إلى بيان صحفي عن الحملة الداعمة للمثليين، ولكنه بتاريخ سابق لتصريحات اللاعب المصري.

وبعد الإصرار على طلب التعليق، أجابت الإدارة برد مقتضب جاء على لسان المتحدث الرسمي باسم الدوري الإنجليزي الممتاز.

وقال المتحدث: «نحن لا نتفق مع آراء هذا المحلل»، مشددا على أن «الدوري الإنجليزي الممتاز والأندية التابعة له، يلتزمون بدعم مشاركة مجتمع الميم، والتأكيد على أن كرة القدم هي للجميع».

وكان الدوري الإنجليزي الممتاز، أكد في بيانه السابق، على أن «النوادي والمجتمعات تصبح أقوى عندما يشعر الجميع بالترحيب، والأمر متروك لنا جميعا لتحقيق ذلك».

وشدد على ضمان «شعور الجميع في الدوري والمرتبطين به بالأمان والترحيب، بغض النظر عن الميول أو الهوية الجنسية»، مبينا أن الحملة «لإظهار الدعم لجميع الأشخاص المثليين في كرة القدم وخارجها».

 

 

الناشطون والجمعيات يصفون كلامه بالخطير

وصف مجموعة من الناشطين في مجال حقوق المثليين عبر بقاع العالم، ومنها دول عربية، كلام أبو تريكة بالخطير والمناهض للحرية، ومن بين هؤلاء الناشطين طارق زيدان، المدير التنفيذي في جمعية «حلم»، الذي أعطى تصريح لموقع «الحرة»، قائلا: «كلام اللاعب المصري السابق خطير، لا مسؤول، وغير صحيح»، مشيرا إلى «وجود جهود لإعادة تفسير موقف الديانات السماوية من الهوية الجندرية بشكل عام، والمثلية بشكل خاص».

وأضاف زيدان: «يجرى العمل حاليا من قبل جهات مختلفة على تفسير الآيات والسور التي تتحدث عن قوم لوط، وذلك لتغيير المفهوم التقليدي الذي يتبناه عدد من الأشخاص، وبينهم أبو تريكة».

ورأى زيدان أن «أبو تريكة يريد تعميم رأيه الخاص، الذي يخالف القوانين الدولية وحقوق الإنسان»، معتبرا أنه «آن الأوان في الدول العربية، أن يتم الحديث عن حقوق المثليين بصوت مرتفع».

كما غرد الناشط المصري عمرو مجدي عبر «تويتر» جاء فيها: «علم نفسك: يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين. لا فضل لأي أحد على آخر إلا عند ربه. وليست وظيفتك أن تحط من شأن أي شخص. توجد المثلية في البشر منذ فجر الخليقة، وتوجد أيضا في الكثير من الحيوانات والمخلوقات الأخرى. قوانين تجريم المثلية عندنا هي إرث استعماري».

كما انتقدت الصحفية اللبنانية، ليال حداد، حسب الموقع ذاته، اللاعب المصري، قائلة: «المثلية الجنسية ظاهرة، هو كم سنة لازم أي موضوع يصير علني ومتداول ومعروف تيبطل ظاهرة؟ المثلية الجنسية عمرها من عمر البشرية وبعدها ظاهرة؟».

بدوره، أعرب المحامي المصري مصطفى فؤاد، مدير البرامج في منظمة «هيومينا» لحقوق الإنسان، عن مخاوفه في أن «يؤثر كلام أبو تريكة، صاحب الشعبية الواسعة في الدول العربية، على آراء الناس، الأمر الذي قد يزيد من معاناة المثليين والمثليات، وتحديدا بمصر».

 

 

قطر تدفع الضريبة

وجدت قناة «بين سبورت» القطرية نفسها في موقع  صعب، بعدما انهال عليها عدد كبير من الاتصالات والاستفسارات من طرف منظمات حقوقية ووسائل إعلام، تطالبها بضرورة التدخل من أجل فصل أبو تريكة من التحليل الكروي.

وأكدت القنوات القطرية أنها بعيدة كل البعد عن تصريحات أبو تريكة، حيث قال المتحدث باسمها في تصريحات نشرتها الشبكة الإنجليزية: «بصفتنا مجموعة إعلامية عالمية، فإننا نمثل وندعم الأشخاص والمصالح من كل خلفية ولغة وتراث ثقافي، في 43 دولة متنوعة إلى حد كبير».

وأضاف: «لقد عرضنا حملة  Rainbow Laces في جميع أنحاء العالم العربي، في نهاية الأسبوع الماضي، وستواصل القيام بذلك في جميع أسواقنا».

وقالت صحيفة «الغارديان»، إن شبكة «بي إن سبورت» وبخت وعاقبت أبو تريكة على تصريحاته، لكن لا نية للاستغناء عن خدماته.

وأضافت الصحيفة ذاتها: «قال ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لمونديال قطر 2022، أول أمس الثلاثاء، إن أعضاء مجتمع المثليين «LGBTQ» سيكونون موضع ترحيب في كأس العالم، ويمكن أن يعيشوا حياتهم في الدوحة بكل حرية».

 

هاشتاغ «كلنا أبو تريكة»

عقب الهجوم والانتقادات التي طالته من طرف الصحف الأجنبية، تلقى النجم المصري محمد أبو تريكة تفاعلا واسعا عبر هاشتاغ ‎«كلنا أبو تريكة»، دعما له ضد الحملات المطالبة بمنعه من الظهور في قنوات «بي إن سبورت»، وتوجيه رسالة عن «ظاهرة منتشرة وبكثرة لا تناسب الإسلام، وهي ضد الفطرة.»

محمد أبو تريكة المولود في محافظة الجيزة بمصر، هو من أشهر لاعبي كرة القدم العرب، حيث بدأت مسيرته مع نادي الترسانة المصري، لينتقل بعدها إلى النادي الأهلي. حصل على لقب أفضل لاعب بمصر لعام 2007 للمرة الرابعة على التوالي. وبعد 2004 و2005 و2006 و 2007 وضع رقما قياسيا جديدا بمصر. وأعلن محمد أبو تريكة اعتزاله الرسمي في 18 دجنبر 2013، وقرر بعدها الابتعاد عن الأضواء لعدة سنوات، ومن ثم عاد إلى الساحة الرياضية كمحلل رياضي على قنوات «بين سبورت».

وأحرز أبو تريكة العديد من الألقاب الفردية على المستوى العالمي والإفريقي والمحلي خلال مشواره الكروي، مما جعله واحدا من أبرز اللاعبين في تاريخ الكرة المصرية والإفريقية والعربية، وإحدى الأساطير في تاريخ النادي الأهلي المصري.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى