النعمان اليعلاوي
اهتزت مدينة سلا أول أمس الخميس، على وقع فاجعة؛ بعد اكتشاف وفاة خمسة أفراد من أسرة واحدة اختناقا بغاز البوتان. وقالت مصادر محلية من المنطقة إن جيران الهالكين استشعروا الحادث المأساوي، بعد تسرب رائحة الغاز السام للخارج؛ وسارعوا لإخبار السلطة المحلية ومصالح الأمن التي تقاطرت على مكان الحادث للقيام بالمتعين ونقل جثث المتوفين إلى مستودع الأموات بمستشفى مولاي عبد الله، تضيف المصادر، مبينة أن عناصر الوقاية المدنية قد انتقلت إلى موقع الحادث، وتدخلت لإخراج جثث الضحايا من داخل المنزل لنقلهم نحو مستودع الأموات قصد إخضاعها للتشريح الطبي، فيما باشرت المصالح الأمنية بمدينة سلا التحقيق في الواقعة بتوجيهات من النيابة العامة .
وقبل هذه الحادثة المميتة، كانت عدة مناطق بالبلاد قد شهدت حوادث مفجعة بطلها سخان الماء الرديء الرائج في الأسواق المحلية، والذي غالبا ما يتسرب منه غاز يتسبب في تسمم قاتل دون سابق إنذار، وهو ما يدق ناقوس الخطر حول رواج مثل هذه الأجهزة رديئة الصنع، والتي تؤدي إلى كوارث إنسانية متكررة، وتكتوي العديد من الأسر بمخاطر سخانات الماء الرديئة الرائجة في الأسواق بأسعار زهيدة، وهو ما يفسر أن أغلب ضحايا «القاتل الصامت» الجديد بالمغرب من الطبقات الفقيرة والضعيفة، حيث إن الغاز المنبعث من سخانات الماء منخفضة الثمن، لا يظهر أعراضا على المصاب تفيد باستنشاقه للغاز، وهو ما يجعله يتابع الاستحمام إلى أن تستقبل رئتاه كمية كبيرة من الغاز، ويؤدي به إلى فقدان الوعي، ثم إلى الوفاة إذا لم يتم إنقاذه.
