الفنان أحمد الصعري، ذاكرة المسرح المغربي
الفنان أحمد الصعري، ذاكرة المسرح المغربي بدون منازع، يتأمل منذ انتكاسته الصحية، وهو على كرسي متحرك، تجاهل رفاق الماضي وتنكر المؤسسات الثقافية لعطاءاته التي تواصلت على امتداد أكثر من نصف قرن منذ انخراطه في فرقة مسرح المعمورة مباشرة بعد استقلال المغرب، وعمله كالعقل المدبر للمسرح البلدي بالدار البيضاء تحت إشراف مديره الراحل الطيب الصديقي وتدريسه لمادة الدراما بالمعهد البلدي، واشتراكه الفعلي في عدة أعمال مسرحية وتلفزية وسينمائية. وكان المعروف عن الصعري أنه بمثابة أرشيف حي للمسرح المغربي حيث كان الوحيد القادر على تصحيح المعلومات والتواريخ والأمكنة بالنسبة للباحثين في حقل أبي الفنون بالمغرب، ومن الطريف أنه كان يتوفر على الأرقام الهاتفية لكل العاملين بالميدان، ويلجأ إليه المخرجون والمنتجون عند الحاجة.
وكانت آخر مهمة تكلف بها الصعري قبل انتكاساته هي إدارة مكتب النقابة الوطنية لمحترفي المسرح بالدار البيضاء. وكان من أعراض مرضه إصابته بشلل نصفي جراء ارتفاع الضغط الدموي مما أفقده القدرة على النطق. وقد غادر المستشفى العسكري بالرباط في أكتوبر من السنة الماضية وخضع لمرحلة ترويض واستقر ببيته محاطا بأهله وذويه.