وضعت الداخلية، الراعية لبرامج التأهيل الحضري، من خلال المديرية العامة للجماعات المحلية، رؤساء جماعات اغتنوا بسرعة البرق، وراكموا ثروة كبيرة من عائدات الملايين التي تخصص لهذا النوع من البرامج، ضمن اللائحة “السوداء”.
وكشفت تحقيقات داخلية، تورط بعض رؤساء المدن “الكبرى” و”الصاعدة” المستفيدة من ملايير برامج التأهيل الحضري، في شبهات فساد مالي، ناتجة عن تفويت الصفقات في ظروف غامضة، لفائدة مقاولات وأصحاب مكاتب دراسات، ضمنهم من يخصص نسبة مائوية لفائدة صديقه الرئيس، شرط الحصول على الصفقة دون متاعب أو “سير وأجي” حتى تفهم “راسك”، تماما كما يحدث مع بعض المقاولين وأصحاب مكاتب دراسات يقتربون من إعلان الإفلاس، بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل تجار الصفقات داخل مؤسسات منتخبة.
وظهرت آثار النعمة على العديد من رؤساء الجماعات الذين استفادوا من برامج التأهيل الحضري، منهم من أقام أعراسا وحفلات باذخة، ومنهم من تحول إلى منعش عقاري كبير، ومنهم من اقتنى ضيعات وإقامات فاخرة في الخارج، وشيد فيلات من النوع الرفيع.
وتفيد معلومات أن “منتخبا كبيرا”، يتردد باستمرار على المديرية العامة للجماعات المحلية، فرض على صاحب مكتب دراسات، الاشتراك معه مناصفة في الصفقات التي فوتها له، وهو ما تحقق له بأسماء مقربين من عائلته.