محمد وائل حربول
بعد مواصلة إقليم شيشاوة تحطيم الأرقام القياسية في عدد الإعفاءات التي طالت المديرين الإقليميين للتعليم، كان آخرهم إعفاء رحال الناجي، الذي لم يمكث في منصبه سوى بضعة أشهر، قبل اتخاذ قرار إعفائه من لدن الوزير السابق سعيد أمزازي كآخر قرار له قبل مغادرة سفينة الوزارة، يستمر الجدل بالإقليم المذكور حول عدم الاستقرار التربوي بالمديرية الإقليمية، إضافة إلى الفراغ التربوي والإداري الذي أثقل المديرية بكاملها وعطل مصالحها، ومصالح التلاميذ.
واتهمت نقابات على مستوى إقليم شيشاوة، الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة مراكش-آسفي بالتماطل في إيجاد مسؤول بديل، بمنصب المدير الإقليمي، يكون قادرا على مواصلة مشوار أجرأة ترتيبات المقرر الوزاري لانطلاق موسم دراسي جيد، وتنزيل برامج وأولويات الإصلاح.
وفي هذا الصدد، أصدرت الجامعة الحرة للتعليم والنقابة الوطنية للتعليم، بيانا مشتركا، حول المستوى التدبيري المتعلق بالدخول المدرسي الحالي، وظروف إعفاء المدير الإقليمي للقطاع، حيث نبهتا إلى حالة عدم الاستقرار التربوي، التي أصبحت تلازم إقليم شيشاوة، بإعفاء المسؤولين الإقليميين للوزارة في أزمنة قياسية، وفقا لما أشرنا إليه آنفا، مما يعرقل أجرأة الالتزامات المقررة والإصلاحات المسطرة في الرؤية الاستراتيجية والقانون الإطار للتربية والتكوين، ويعطل مصالح الشغيلة التعليمية والمرتفقين عامة.
وحسب البيان الذي توصلت «الأخبار» بنسخة منه، فقد رفضت النقابتان المذكورتان، منطق «الفراغ» الإداري والتربوي الذي تتعامل به الوزارة الوصية على القطاع، ومصالحها الخارجية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش أسفي، مع إقليم شيشاوة، في ضرب تام لمبادئ النموذج التنموي التي تؤكد على أولوية المجالات الهشة في النهوض بالتنمية، والحد من الفوارق المجالية، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وطالبت المصادر ذاتها، من الوزير الجديد شكيب بنموسى، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش-آسفي، الإسراع بتعيين مسؤول إقليمي قادر على تدارك التأخر الحاصل في إرساء الدخول المدرسي بالإقليم، ضمانا لتمدرس قار ذي جودة للمتعلمات والمتعلمين، ولمصالح نساء ورجال التعليم والمرتفقين، حيث ناشدتا الوزارة الوصية على القطاع، بالقطع مع سياسة التذبذب وعدم الاستقرار التربوي التي أصبحت ملازمة للإقليم، عبر مواكبة جهوية جادة ضامنة لإرساء مقومات التراكم في التدبير إسوة بباقي أقاليم الجهة.
وحسب مصدر مطلع، فقد جاء تحرك الفعاليات النقابية بالإقليم، بعدما تواصلت احتجاجات أباء وأولياء التلاميذ بعديد المناطق والقرى بشيشاوة، في ظل غياب بعض الأساتذة وتعثر الدخول المدرسي فيها، وهو ما جعل النقابتين المذكورتين تواكب هذه التطورات الملفتة على المستوى التدبيري بإقليم شيشاوة، وما أفرزته من نتائج أثرت بشكل كبير على إرساء مقومات النهضة التربوية الكفيلة بتحقيق جودة التعليم، والتي اختارتها الوزارة الوصية كشعار لهذه السنة.