بدأت وزارة التربية الوطنية في إعادة النظر في منهاج سلك الإعدادي عبر مشاورات انطلقت عبر المنسقيات التخصصية للمواد الدراسية بالأكاديميات وفق برمجة امتدت على منذ بداية 2023. وتأتي المبادرة في ظل طلب اجتماعي قوي على تحيين البرامج التي عمرت لعقدين من الزمن فأصابها التقادم . خصوصا بعد الضجة التي خلفتها نتائج التقويمات الدولية، التي بوأت المغرب مراتب متأخرة، حيث بدأ مسؤولو المناهج لأول مرة استثمار نتائج هذه التقويمات وتوصيات المنظمات الدولية التي تقف وراءها، في مراجعة المناهج التربوي خاصة بالمستوى الإعدادي، بعد عشرين سنة من الجمود.
إعداد :مصطفى مورادي
مراجعة بعد عشرين سنة
على إثر الضجة السياسية والإعلامية التي ما فتئت تخلقها نتائج مشاركة التعليم المغربي في التقويمات الدولية، باشرت وزارة القطاع إجراء إصلاح في مناهج التعليم الإعدادي بعد عشرين سنة من جمود غير مفهوم، وذلك بعد محاولات سابقة باءت بالفشل بدءا من سنة 2019.
ويتعلق الأمر، حسب مصادر بمراجعة شاملة لمناهج هذا السلك الذي يعد جزءا هاما في التعليم الإلزامي المغربي ويخضع باستمرار لتقويمات، آخرها جرى قبل أسابيع، ويحمل اسم “تيمس”، وهو مختص بالتعلمات في العلوم والرياضيات. وهي موجهة لتلاميذ المستويين الابتدائي والاعدادي، وتحديدا السنة الثامنة.
ففي هذا التقويم ظهر جليا ضعف تحكّم التلاميذ المغاربة في الكفايات (مستويات الأداء) مقارنة مع المعدل العالمي، ذلك أن التنقيط الذي حصلوا عليه بالنسبة للمستوى العالي لم يتعد 5 نقط مئوية، بينما المعدل العالمي هو 36 نقطة. وحصل التلاميذ المغاربة على 41 نقطة مئوية في المستوى المنخفض، في حين أن المعدل العالمي هو 94 نقطة مئوية؛ وفي المستوى المتوسط الذي يصل معدله العالمي إلى 75 نقطة مئوية حصلوا على 17 نقطة.
ومن البديهي أن تستند أشغال اللجن التي أنشأتها الوزارة على سياق وطني مطبوع بوثيقة موجهة ذات حمولة إصلاحية وهي النموذج التنموي الجديد الذي تحدث عن ضرورة إحداث “تحول عميق” و”تغيير نسقي” في بناء المناهج من أجل “نهضة تربوية شاملة”، يقول أحد أعضاء هذه اللجن، كما أن وزير التربية الوطنية الحالي هو الذي أشرف على هذا التقرير. وبناءا عليه يبدو أن أي مراجعة للمناهج يتعين أن تستند على موجهاته نظرا لغناها وخضوعها لاستشارة واسعة.
المتحدث نفسه أكد أن التوصيات الرئيسية التي قدمتها الوزارة هي تكييف نتائج التقويمات الدولية بالتوجهات الكبرى الواردة في الرؤية الاستراتيجية وأيضا في النموذج التنموي.
لاستدراك مكامن الضعف
الخبير في المناهج التربوي موسى الصنهاجي أكد أن الوزارة “تراهن على جودة تكوين المدرس/ة عبر مجموعة من الآليات التي بدأ فعلا تفعيلها في إطار هندسة تكوين الأساتذة/ات على مدى خمس سنوات .لكن العديد من الصعوبات لازالت قائمة على مستوى تدبير الفصل الدراسي وبناء الدرس في جل المواد الدراسية .وتؤكد الدراسات الوطنية الدولية على ضعف التحصيل النهائي لدى المتعلم/ة لذا يتعين فتح نقاش واسع حول المنهاج مع المدرسين/ات واعتماد اقتراحاتهم/ن من أجل تبني طرق فعالة ومتفاعلة مع المستجدات وبعيدة عن التلقين ونقل محتويات الكتاب المدرسي للدفاتر والكراسات وانتظارها في آخر الموسم كي تُرد على شكل ودائع .لذا يتعين بناء خطط للتكوين المندمج بتوازي مع بناء المنهاج الذي سوف يخضع للتجريب من طرف الفاعلين/ات في الميدان “.
الخبير أضاف أنه “يبدو أن الكفايات كخيار بيداغوجي قد حان موعد إعادة النظر فيه في سبيل كفايات محددة وموجهة بدل هذا السيل من الكفايات الذي لا يُمكن تنزيلها صفيا. فلا يعقل أن تكون مادة ذات غلاف زمني من 2 أو 3 ساعات أسبوعيا ونجد أن عدد كفاياتها تصل 10؟ لذا يتعن اعتماد أُس Socle كفائي مشترك بين المواد المتقاربة.
كما أنه يتعين، حسب المتحدث ذاته، تقليص الكم المعرفي في جل المواد لصالح جوانب منهجية وفعالية عرضانية بينها ، إضافة إلى وظيفية المضامين في بعلاقة بسوق الشغل والقدرة على تحيينها تبعا للتقدم التكنولوجي واعتماد كتاب مدرسي منهجي يراهن على التكوين الذاتي والمنهاج المفتوح من أجل تسهيل التحيين وإدخال المستجدات. كما يتعين بناء مضامين وفق رؤية نسقية لتجنب تكرارها في المنهاج واعتماد لجان متعددة الاختصاص لغربلتها قبل اعتمادها من أجل مزيد من الفعالية التربوية.
في هذا السياق، أفاد تقرير جديد للبنك الدولي أنّ عددا من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن بينها المغرب، تسعى إلى الابتعاد عن نظام الحفظ والتلقين في المواد العلمية، واتباع مناهج أكثر إبداعية تستند على التحليل النقدي، موردا أن زهاء نصف التلاميذ المغاربة في مستويات الإعدادي مطالبون بحفظ المبادئ العلمية.
ويقول الخبير التربوي ذاته إنّ مراجعة مقررات ومؤلفات تدريس المواد العلمية، لم تشمل، حتى الآن، سوى المستويين الأول والثاني من التعليم الابتدائي، ومن أبرز التغيرات التي شملتها المراجعة هو تبني منهج التقصي العلمي، وهو لا يختلف كثيرا عن المنهج العلمي المعروف عموما.
ويبسط الصنهاجي عددا من الملاحظات بشأن تدريس المواد العلمية في المدارس المغربية، والتي يجب أخذها بعين الاعتبار في أي مراجعة إصلاحية للبرامج والمناهج العلمية، أولها من الناحية المنهجية أن المدرسة المغربية لا تربي المتعلمين على كيفية بناء المعرفة العلمية باعتماد كل خطوات المنهج العلمي، مثل الملاحظة، والفرضية، والتجريب، والاستنتاج.
ويسجل المتحدث أيضا، أن المدرسة المغربية تكتفي بتلقين المعلومات العلمية فقط عن طريق الصور والحفظ، وعدم القيام بأهم خطوة في المنهج العلمي، وهي التجريب للتحقق من الفرضيات وبناء المعرفة العلمية، حيث تغيب المختبرات التجريبية من المدارس، وكذلك المواد والوسائل الضرورية للقيام بالتجارب المطلوبة.
//////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
مغاربة يفوزون بجوائز تربوية في دبي
فاز ثلاثة مغاربة بجائزة خليفة التربوية في دورتها السادسة عشرة ، التي تم الاعلان عن نتائجها مؤخرا بأبوظبي. ويتعلق الأمر بكل من فدوى مساهم ،من مؤسسة زاكورة، في فئة “البرامج والمناهج والمنهجيات وطرق التدريس ” عن مشروع ” ANEER ” وهو برنامج مبتكر لنموذج ما قبل المدرسة يعتمد على المجتمع المحلي، وسعاد بوشعيب قاسم مسكين من جامعة عبدالمالك السعدي بتطوان، في مجال البحوث التربوية على مستوى الوطن العربي “فئة دراسات أدب الطفل” عن بحث ” السرد الموجه للطفل .. الأنماط والوسائط “. كما فاز بالجائزة، الاستاذ الجامعي المغربي، بلقاسم محمد حمادي الجطاري، (جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية) ، في مجال الإبداع في تدريس اللغة العربية على مستوى الامارات والوطن العربي عن فئة “الأستاذ الجامعي المتميز”.
تذاكر مجانية لفائدة التلاميذ المترشحين لولوج المدارس العليا الفرنسية
أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، اليوم الاثنين، عن فتح الباب لتقديم طلبات الاستفادة من التذاكر المجانية لفائدة المترشحات والمترشحين لاجتياز الاختبارات الشفوية للولوج إلى المعاهد والمدارس العليا الفرنسية دورة 2023. وأوضحت الوزارة في بلاغ، أنها ستضع تذاكر مجانية للسفر ذهابا وإيابا عبر شركة الخطوط الملكية المغربية، لفائدة المترشحات والمترشحين المقبولين لاجتياز الاختبارات الشفوية للولوج إلى المعاهد والمدارس العليا الفرنسية، في جميع مسالك الأقسام التحضيرية للمدارس العليا. وأشار البلاغ إلى أن هذه التذاكر تأتي تفعيلا للاتفاقية التي تجمع بينها وبين شركة الخطوط الملكية المغربية، وأن هذه العملية تهم التلميذات والتلاميذ المسجلين أو الذين تابعوا دراستهم بالمراكز التحضيرية بالمدارس العليا بالمغرب السنة الأولى والثانية، والتلاميذ المؤهلين لاجتياز الامتحانات الشفوية للولوج إلى المعاهد والمدارس العليا الفرنسية، والمؤهلين للحصول على منح الاستحقاق بالمغرب برسم الموسم2023/2024، وذلك حسب اللائحة المحددة من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة.