أدى تفشي وباء فيروس كورونا في العالم إلى فرض تدابير وقائية تمثلت في الحجر الصحي كأول إجراء للحد من انتشار العدوى. لكن كان لهذا القرار تداعيات اجتماعية وخيمة سيما على النساء، بحيث ارتفع معدل العنف المنزلي بنسبة كبيرة في جميع أنحاء العالم مع بداية الحجر الصحي.
سوف نتعرف في عدد هذا الأسبوع من دليل الصحة النفسية على الإحصائيات وكذلك سوف نقدم بعض النصائح من أجل الخروج من هذه الأزمة بأقل الأضرار.
الأمم المتحدة تحذر من تزايد حالات العنف المنزلي
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في أبريل الماضي، إلى حماية النساء والفتيات، من العنف الأسري، عقب التوصل بتقارير تفيد تزايد حالات العنف المنزلي والأسري خلال فترة الحجر الصحي، في ظل تفشي عدوى كوفيد-19.
وقال غوتيريس في بيان له: إن «العنف لا يقتصر على ساحات المعارك».
كما طالبت منظمة الصحة العالمية باتخاذ إجراءات للحد من «العنف الأسري» المتزايد بسبب البقاء في المنازل
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة، أنه «بالنسبة للعديد من النساء والفتيات، فإن أكثر مكان يلوح فيه خطر العنف هو المكان الذي يفترض به أن يكون واحة الأمان لهن. إنه المنزل. ولذا، فإنني أوجه نداء جديدا اليوم من أجل السلام، في المنازل في جميع أنحاء العالم».
وأوضح أمين عام الأمم المتحدة «على مدى الأسابيع الماضية، ومع تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية وتنامي المخاوف، شهدنا طفرة عالمية مروعة في العنف المنزلي».
وطالب غوتيريس جميع الحكومات «بجعل منع العنف ضد المرأة وجبر الضرر الواقع من جراء هذا العنف، جزءا رئيسيا من خططها الوطنية للتصدي لكوفيد-19»، كما دعا الأنظمة القضائية إلى مواصلة مقاضاة المعتدين، مطالبا بشكل خاص بـ «إنشاء أنظمة إنذار طارئة في الصيدليات ومحلات البقالة» إذ هي الأماكن الوحيدة التي تزال مفتوحة في بلدان كثيرة مشددا على ضرورة «تهيئة سبل آمنة للنساء لالتماس الدعم، دون أن يتنبه المعتدون».
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد طالبت، قبل أيام، بوضع تدابير للحد من «العنف الأسري» نتيجة البقاء في المنازل، في ظل تفشي عدوى كوفيد-19.
وفي السياق نفسه أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس في مؤتمر صحفي، أن المنظمة تلقت تقارير من عدة دول وحكومات تؤكد تزايد حالات «العنف الأسري» مع استمرار بقاء جميع الأشخاص في المنازل منذ بدء الأزمة الصحية، معربا عن حزنه لتلك التقارير.
وقال غبريسوس: «مع مطالبة الناس بالبقاء في منازلهم، من المرجح أن يزداد خطر العنف الأسري»، وأنه على الدول تضمين خدمات لمعالجة العنف الأسري، ضمن إجراءات مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد.
كما حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية من أن «النساء في العلاقات المسيئة من المرجح أن يتعرضن للعنف، مثل أطفالهن، حيث يقضي أفراد الأسرة المزيد من الوقت في اتصال الوثيق، وتتعامل الأسر مع ضغوط إضافية وخسائر اقتصادية أو وظيفية محتملة»، مؤكدا أنه «غالبا ما تكون النساء في تلك الظروف، أقل اتصالا بالعائلة والأصدقاء الذين قد يوفرون الحماية من العنف»، على حد وصفه.
عن شبكة CNN الأمريكية
5 خطوات لضبط الموقف
في مقطع فيديو نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، يقترح جيري هايد، طبيب نفسي بريطاني، خمس خطوات لإخماد فتيل أزمة عنيفة محتملة في المنزل. يقدم بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في تجنب الأسوأ.
منذ بداية الحجر الصحي، قامت الجمعيات ووسائل الإعلام والسلطات العامة بتوعية عامة الناس بالظرفية الصعبة التي يقطع منها العالم، وبشكل خاص التي يعاني منها ضحايا العنف المنزلي والأسري. بعد أسبوع منذ بدء الحجر الصحي، أعلن وزير الداخلية الفرنسي عن زيادة في العنف المنزلي بنسبة 32٪ في منطقة الدرك (المناطق الريفية) وبنسبة 36٪ في منطقة مقرات شرطة في باريس.
منذ ذلك الحين، تم وضع عدة أنظمة تمكن ضحايا العنف المنزلي من طلب المساعدة في الصيدليات أو الاتصال برقم 3919 (العنف المنزلي) أو 119 (إساءة معاملة الأطفال).
اشتغل جيري هايد، وهو طبيب نفسي، في التسعينات على الرجال الممارسين للعنف المنزلي. في هذه الفترة من الحجر الصحي، شارك في مقطع فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، سلسلة من النصائح لمنع العنف. حسب الطبيب، هناك 5 مراحل تؤدي إلى اندلاع العنف، حتى يدرك الشريك متى يمكنه أن يتجنب الأسوأ.
نقاط أساسية يجب استحضارها لمنع العنف
1.ملاحظة استيائه
تؤدي الضغائن الصغيرة المتراكمة إلى لوم الشريك على كل الشرور وتحويله إلى عدو. منذ اللحظة التي يتم وضعه في خانة العدو فإنه يصبح من السهل مهاجمته.
2.اكتشاف العلامات الجسدية لعدم الراحة والتوتر
تسارع معدل ضربات القلب، تطبيق الفكين، وجه مشدود، النشاط البدني … تتطلب ممارسة العنف الجسدي بعض الاستعداد البدني القبلي.
يجب الانتباه إلى الكلمات المستخدمة للتحدث مع الآخر: يؤدي تجريد شريكك من إنسانيته إلى سهولة المرور إلى الفعل. لقد تعلمنا أنه لا يجب أن نضرب إنسانا، وإذا وصفنا الآخر كحيوان أو وحش، فإنه يصبح من السهل تحفيزه على العنف.
3.التعرف على العملية التي تؤجج العنف بداخله
الاقتراب من الشريك ورفع يدك هي أفعال تنتج عن قرار. إن إدراك ذلك يسمح لنا بمعرفة أننا نقترب من المرور إلى الفعل ويجب إيجاد استراتيجية خروج.
4.خطط لمنفذ خروج قبل فوات الأوان
عندما تشعر أنك على وشك الانفجار في وجه الشريك، يجب أن تغادر أو تعزل نفسك في غرفة بسرعة لمدة ساعة. يوصي جيري هايد بالحديث عن هذا الحل من الأصل حتى لا يبقى الشريك مضطربا يواجه هذا الهروب. وبالمثل، يجب تنظيم الرجوع عن طريق إعلام الشريك عن طريق رسالة قصيرة أو عبر مكالمة.
5.طلب المساعدة من السلطات
ويتعلق الأمر بطلب المساعدة من السلطات في حالة التعرض إلى العنف المتكرر أو الاعتداء على الأطفال.
مقال عن Psychologies
حلول مواجهة مشكلة العنف المنزلي
– هافينجتون بوست–
في هذه المرحلة العصيبة جراء انتشار وباء فيروس كورونا، تكون للحجر الصحي المفروض حاليا نتيجة محزنة في ما يتعلق بزيادة حالات العنف المنزلي والأسري. وبالتالي فإن الحالة الاستثنائية تؤدي إلى تدابير استثنائية.
وضعت الحكومة الفرنسية مجموعة كاملة من التدابير التي تهدف إلى حماية النساء ضحايا العنف المنزلي. في ما يلي ملخص لجميع الحلول الموجودة اليوم ضد العنف المنزلي في زمن كورونا.
آلية للإبعاد من منزل العائلة
قالت وزارة العدل الفرنسية إنه سيتم إطلاق «منصة سكنية» لإخلاء مرتكبي العنف المنزلي. يهدف «النظام الاستثنائي والمؤقت» إلى جعل «الإخلاء من منزل الأسرة فعالا».
إمكانية إبلاغ الصيدلية
من أجل تسهيل المهمة على النساء ضحايا العنف لطلب المساعدة، أعلن وزير الداخلية أنه قد تقرر إنشاء نظام داخل الصيدليات لتنبيه قوات النظام.
علمت وكالة الأنباء الفرنسية يوم الجمعة 3 أبريل من نقابات الصيادلة أن الصيدليات التي يبلغ عددها 22 ألفا في الإقليم تلقت إجراءات لاستقبال ومساعدة ضحايا العنف، الذي يتزايد عددهم منذ فرض حالة الطوارئ والحجر الصحي.
وقال جيل بونيفوند، رئيس اتحاد نقابات الصيادلة إنه تم إبلاغ جميع الصيادلة بالإجراء»، وأضاف أن «الاستقبال سيتزايد تدريجيا خلال الأسابيع القادمة».
قلق منظمات غير الحكومية في المغرب من العنف المنزلي أثناء الحجر
مقال مترجم عن جريدة L’Orient-Le Jour
طالبت ثلاثون جمعية مغربية من السلطات تقديم «استجابة طارئة للعنف ضد المرأة أثناء أزمة كوفيد 19»، التي تقول إنها زادت منذ فرض حالة الطوارئ والالتزام بالحجر الصحي في أواسط مارس.
وقالت المنظمات غير الحكومية في رسالة وجهتها إلى عدة إدارات حكومية «المنزل هو أخطر مكان للنساء». وعبرت المنظمات عن قلقها إزاء الوضع الراهن قائلة: «لقدارتفع معدل العنف فعلا، من المرجح أن يزداد بسبب التوترات التي بدأت تنشب داخل المنازل، مع الضغوط المرتبطة بوضع الحجر الصحي العائلي»، والتي تفاقمت بسبب الصعوبات الاقتصادية».
وتشير المنظمات غير الحكومية في رسالتها إلى حالات «يستغل فيها الأزواج الحجر الصحي من أجل ممارسة الضغط النفسي واستعمال القوة الجسدية لإجبار زوجاتهم على التخلي عن حقوقهم». كما يحدث أيضا أن الأزواج الذين هجروا منزل الزوجية يعودون إلى هناك «بدواعي الحجر الصحي من أجل الانتقام من زوجاتهم وأطفالهم».
وأكدت هذه المنظمات غير الحكومية أنه إذا كانت بعض النساء «يعانين من انعدام الأمن الاقتصادي الناجم عن الوباء»، فإن ضعفهن المالي «يؤدي إلى زيادة الاعتماد على المعتدين». وفي هذا السياق «فإن فرض القيود على التنقل يزيد من ضعف ضحايا العنف، مما يجعل من الصعب إن لم يكن من المستحيل الهروب من وضع خطير». يضاف إلى ذلك الخطر المتمثل في أن السلطات سوف تكون مشغولة وتصرف كل جهودها في التعامل مع الوباء.
وبحسب الإحصائيات الرسمية، فإن امرأة من بين كل امرأتين كانت ضحية أحد أشكال العنف في المغرب سنة 2019. ودخل قانون ضد العنف ضد المرأة حيز التنفيذ سنة 2018، وتمثلت العقوبة عليه للمرة الأولى في السجن بسبب أفعال «تعتبر من أشكال المضايقة أو سوء المعاملة». ومع ذلك، يعتبر النص غير كاف حسب الجمعيات النسائية.
أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس نداء عالميا لحماية النساء والفتيات «في المنزل» حيث يؤدي الحجر الصحي الناجم عن جائحة كوفيد 19 إلى تفاقم العنف المنزلي في العائلات في كل مكان في العالم.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة «في الأسابيع الأخيرة، مع تفاقم الضغوط الاقتصادية والاجتماعية وتصاعد الخوف، شهد العالم اندلاعا فظيعا للعنف المنزلي».
حماية النساء من العنف المنزلي في العالم
عن فرانس 24
أطلق الأمين العام الأممي نداء عالميا من أجل حماية النساء، إذ تسبب الحجر الصحي المفروض للحد من تفشي جائحة فيروس كورونا إلى زيادة حالات العنف داخل المنازل، وهذا، في العديد من البلدان.
وقال الأمين العام: «لسوء الحظ، تجد العديد من النساء والفتيات أنفسهن عرضة للعنف حيث يجب أن تتم حمايتهن في منازلهن. ولهذا السبب أناشد اليوم سلاما جديدا، في المنازل، حول العالم».
بدعوى استمرار العدالة في ملاحقة الجناة، دعا أنطونيو غوتيريس إلى إنشاء «أنظمة إنذار الطوارئ في الصيدليات والمتاجر الكبرى» بكونها المرافق الوحيدة التي تظل مفتوحة في العديد من البلدان.
مؤكدا أنه «يجب أن نضمن أن النساء يمكن أن يطلبن المساعدة بطريقة آمنة، دون أن تساء معاملتهن بعد ذلك».
اليوم، مع انتشار الوباء أصبحت العديد من النساء عالقات في منازلهن مع المعتدين عليهن ويمكن لهذه الظاهرة أن تحدث في جميع البلدان.
وتقر الأمم المتحدة بأنها غير قادرة في هذه المرحلة على تحديد عدد النساء أو الفتيات اللواتي يتعرضن للعنف الأسري في العالم نتيجة للحجر الصحي، لكن تؤكد أن واحدة من كل ثلاث نساء تعرضن للعنف خلال حياتهن.
على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، أبلغت عدة مدن عن تزايد عدد حالات العنف المنزلي. في الهند، تضاعف عدد الحالات خلال الأسبوع الأول من تقييد التنقلات، وفقا للجنة الوطنية للمرأة.
كما دعا الناشطون في تركيا إلى توفير حماية أفضل للنساء بسبب ارتفاع معدلات جرائم القتل التي تستهدفهن منذ توصية الحكومة بالحجر الصحي في 11 مارس.
نتج عن الأسبوع الأول من تقييد التنقلات في جنوب إفريقيا ما يقرب من 90 ألف شكوى من العنف، في حين ازداد العنف المنزلي في فرنسا بنسبة 3٪ في الأسبوع الأول.
كما أفادت الحكومة الأسترالية أنها سجلت زيادة بنسبة 75٪ في عمليات البحث على الإنترنت من أجل الحصول على الدعم في مواجهة العنف المنزلي.
وتم الإبلاغ عن الأمثلة المذكورة أعلاه من قبل المنظمات أو البلدان التي تملك أنظمة راسخة لحماية المرأة. ومع انتشار الفيروس، تقول الأمم المتحدة إنها تتوقع معلومات أقل من الدول ذات المؤسسات الضعيفة، التي سوف تدلي بأرقام تعكس فقط قمة جبل الجليد وأسوأ الحالات.
قال أنطونيو غوتيريس: «معا، يمكننا منع العنف في كل مكان، في مناطق الحرب والمنازل، في الوقت الذي نسعى جاهدين لهزيمة كوفيد 19».
وترى الأمم المتحدة أن العنف ضد المرأة من المرجح أن يأخذ منعطفات أكثر تعقيدا: استغلال فيروس كورونا والظرفية الراهنة كتهديد وطرد النساء من منازلهن من دون وجود مكان تلجأن إليه، فيما تنشغل الشرطة والعدالة بالأولويات المتمثلة في الوباء.
وفي هذا الصدد، تحث الأمم المتحدة الحكومات على الاستمرار في توفير الملاجئ للنساء المعنفات والاحتفاظ بهذا القضية ضمن الخدمات الأساسية.
العنف المنزلي.. كيف نتجنب الأسوأ
كيف نتجنب الأسوأ؟ كيف نتعامل مع العنف المنزلي؟ الطبيب النفسي ديفيد غولوا يقدم مفاتيح لتحديد الخطوات وتجنب الأسوأ.
تنويع الاهتمامات
كزوجين، من المهم تنويع اهتماماتك، وإيجاد هوايات، والقيام بالأنشطة الرياضية، وتطوير العلاقات مع أشخاص آخرين، وامتلاك شخص أو أكثر من المقربين. لأنه في حالة حدوث مشكلة: «فإن الشخص الثائر يكون غير قادر على رؤية الوضع بموضوعية، يقول الطبيب النفسي، ديفيد غولوا. الفكرة هي أن يكون لهذا الوضع طرف ثالث من أجل أن يكون الشريك قادرا على أخذ المسافة عاطفيا».
تحديد المشاعر وطلب مساعدة طرف ثالث
عندما يخرج الوضع عن السيطرة، ينصح الطبيب النفسي بالهروب. ويوضح قائلا: «منذ اللحظة التي نشعر فيها بأننا في حالة انفعال عاطفي، فإن أفضل شيء هو الهروب من الوضع الذي قد يقودنا إلى المرور إلى الفعل. علينا التحدث عن ذلك، والقول»أنا على وشك القيام بعمل مشين، ساعدوني! – عليك أن تخبر أصدقاءك وأحباءك وربما طبيبك في إذا شعرت بأنك سوف تعتدي بالضربعلى شخص أو حتى على نفسك».
عدم التعامل مع التهديدات باستخفاف
يرتكب الرجال معظم الاعتداءات الجسدية. لا ينبغي الاستخفاف بالتهديدات على الإطلاق. إن التهديدات بالقتل، وحتى التهديدات من قبيل «سوف أقضي عليك»، تشعل فتيل العنف. إذا لم نأخذ هذا التهديد محمل الجد في الوقت المناسب، فإن هناك خطرا في المرور إلى الفعل.
الاستعداد للهروب
بمجرد تحديد التهديد، لم يتبق سوى الهروب. ليس كل الضحايا على استعداد للمغادرة بين عشية وضحاها، لذلك ننصحهم بالاستعداد للهروب». يجب الاتصال برقم الطوارئ والبحث عن مأوى فوري.
هناك ردود فعل جيدة يجب أن تكون الضحية على دراية بها من أجل حماية نفسها من التعرض إلى العنف الجسدي. ووفقا للجمعيات، هناك أيضا «الكثير من العمل من حيث التعليم والوقاية» للقضاء على العنف المنزلي.