النعمان اليعلاوي
تتواصل تداعيات تصريحات عمدة مدينة الرباط، أسماء أغلالو، بشأن وجود ألفين وأربعمائة «موظف شبح» في مجلس المدينة، فقد أسرت مصادر من داخل مجلس مدينة الرباط لـ «الأخبار» بأن ولاية الجهة احتضنت اجتماعا بشأن هذا الموضوع، صباح أول أمس (الخميس)، كما راسل المجلس الجهوي للحسابات لجهة الرباط عمدة العاصمة، مطالبا إياها بتزويده بمعلومات حول نظام المراقبة الداخلية بالجماعة الترابية.
وأوضحت مصادر «الأخبار» أن الوالي اليعقوبي بعث بدوره لجنة افتحاص مستعجلة لجماعة الرباط للبحث في تصريحات العمدة بخصوص الموظفين الأشباح في الجماعة.
من جانب آخر، وجهت العمدة أغلالو مراسلات (تتوفر «الأخبار» على نسخ منها) إلى رؤساء المقاطعات، تطالبهم فيها بإجراء عملية إحصاء للموظفين التابعين للجماعة، وذلك بعدما كان رئيس مقاطعة حسان، إدريس الرازي، وجه رسالة إلى العمدة أغلالو، نبهها فيها إلى أن وضعيتها كمسؤولة إدارية عليا بجماعة الرباط تفرض عليها «مباشرةَ المساطر الإدارية الجاري بها العمل (في حق الموظفين الأشباح) عوض الاستمرار في صرف أجورهم، والجود عليهم بالتعويض عن الأعمال الشاقة والملوِّثة، والتي قمتم بالتوقيع عليها مؤخرا لما يناهز 2500 موظف». وسأل رئيس مجلس مقاطعة حسان عمدةَ الرباط عن الإجراءات التي قامت بها منذ تصريحها الأول، في شهر فبراير الماضي، الذي تحدثت فيه عن وجود مئات الموظفين الأشباح في الجماعة، «للحد من هذه الوضعية الشاذة التي تستنزف ميزانية الجماعة».
وكانت عمدة الرباط قد اعترفت باستفحال ظاهرة الموظفين الأشباح على نطاق واسع في المجلس الجماعي للعاصمة، حيث قالت في لقاء تلفزيوني جوابا عن سؤال حول عدد الموظفين الأشباح في المجلس: «قل لي كم لديكِ من موظف يعمل، لأنني إذا أخبرتك كم لدي من موظف شبح غتْخلع». وقالت إن إجمالي عدد الموظفين في جماعة الرباط يصل إلى 3700 موظف، مئتان منهم سيحالون على التقاعد، فيما العدد المتبقي منهم لا يزاول عمله فعليا سوى 1000 موظف، والباقي كلهم «موظفون أشباح».
وقد سبق أن أثير ملف الموظفين الأشباح في سؤال كتابي إلى عمدة مدينة الرباط السابق، محمد الصديقي، واعتبرت فيه المعارضة آن ذاك أن الجماعة «تصرف أموالا طائلة على موظفين لا يكلفون أنفسهم حتى عناء الحضور إلى مقرات عملهم»، مطالبين إياه باطلاعهم على الإجراءات العملية المتخذة للقضاء على هذه الظاهرة.