أسا: محمد سليماني
عاشت مدينة أسا، بجهة كلميم واد نون، يوم السبت المنصرم، حالة استنفار قصوى لمختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية والسلطات المحلية، وذلك بعد العثور على صندوق مدفون في باطن الأرض مملوء بقذائف صاروخية مجهولة المصدر.
واستنادا إلى المعطيات، فإن جرافة تابعة لمقاولة مكلفة بإعداد سد “تاروراست” غرب مدينة أسا، كانت بصدد الحفر لمباشرة أشغال بناء هذا السد، قبل أن يفاجأ سائقها أثناء الحفر باستخراج صندوق حديدي من باطن الأرض. وبعد القيام بفتحه، عثر بداخله على مجموعة من القذائف الصاروخية يصل عددها إلى ما يزيد عن 30 قذيفة، ليتم إخطار السلطات المحلية بالأمر. وقد توقفت أشغال بناء السد في حينه، كما هرعت إلى عين المكان فرقة الهندسة العسكرية، والدرك الملكي، والسلطات المحلية، حيث تم فتح تحقيق في الأمر، ليتبين من خلال الأبحاث الأولية، أن هذه القذائف من نوع (RPG 7)، وهي من مخلفات الهجومات التي كانت مليشيات “بوليساريو” تقوم بها في منطقة أسا والزاك قبل التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991.
وقد تم أخذ هذه القذائف من قبل العناصر العسكرية من أجل إخضاعها للتحليل والبحث، فيما تم إخطار المقاولة الحائزة على صفقة إعداد سد “تاروراست” بتوقيف الأشغال مؤقتا إلى حين الانتهاء من الأبحاث المفتوحة.
وكان مجلس جهة كلميم واد نون قد أعلن عن طريق الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع عن إطلاق مشاريع بناء مجموعة من السدود الصغيرة والمتوسطة بنفوذ الجهة، من بينها سد تاروراست” الذي خصص لأشغال بنائه مبلغ يصل إلى 118.516.140,00 درهم (أي ما يقارب 12 مليار سنتيم)، بعدما كان قد خصص لهذا السد في البداية مبلغ 30,50 مليون درهم (أي 3 ملايير سنتيم ونصف) فقط، لكن بعد الانتهاء من مختلف الدراسات التقنية التي قامت بها جهات أخرى متدخلة كوكالة الحوض المائي، تبين أنه من الضروري رفع المبالغ المخصصة لهذه السدود، وهو ما تم لكون المبالغ الأولى المقررة هي عبارة عن تقديرات أولية فقط.
ويعول على هذا السد من أجل حماية مدينة أسا وسافلتها من الفيضانات، إضافة إلى تطعيم الفرشة المائية، وتوفير مياه الشرب.