العثماني يتلكأ في إحياء الحوار الاجتماعي…النقابات راسلت الحكومة ولم تتوصل برد أسبوعا بعد خطاب العرش
النعمان اليعلاوي
مازالت الحكومة تتلكأ في الاستجابة لدعوة النقابات لها إلى العودة لطاولة الحوار الاجتماعي، وتفعيل توجيهات الملك في خطاب العرش، بعد قرابة أسبوع عن الخطاب، وبعد سلسلة من الرسائل التي وجهتها المركزيات النقابية إلى الحكومة من أجل إنهاء حالة الجمود التي أعقبت احتفالات فاتح ماي والعيد العمالي العالمي وإقرار الحكومة بفشل الحوار الثلاثي بينها والنقابات والاتحاد العام لمقاولات المغرب.
وطالبت المركزيات النقابية في رسائل متفرقة وجهتها للحكومة بالعودة لطاولة المفاوضات الاجتماعية، تفعيلا للتوجيهات الملكية التي أوصت بضرورة أن يكون الحوار بين الطرفين “مستمرا مهما كانت نتائجه”. وقالت المنظمة الديمقراطية للشغل في مراسلتها للعثماني “إنه على أطراف الحوار التحلي بالمسؤولية لتجاوز الأزمات الاقتصادية والاجتماعية من أجل تطوير الحوار حول السياسات العمومية وتحقيق توافق الآراء بشأن قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية”، تشير الرسالة النقابية، التي دعت فيها المنظمة إلى “ترك الخلفية السياسية أو الممارسة الإقصائية بعيدا، والعمل على إيصال أصوات جميع التنظيمات والحساسيات الفاعلة في الحقل الاجتماعي والنقابي والاقتصادي والثقافي بدءا بالمركزيات النقابية العمالية ونقابات المتقاعدين وصولا إلى جمعيات المجتمع المدني من المعطلين خريجي الجامعات”.
في السياق ذاته، نبهت المنظمة النقابية حكومة العثماني إلى أهمية “مأسسة الحوار الاجتماعي”، وقالت في رسالتها إن “مأسسة الحوار الاجتماعي بغرض المشاركة في رسم السياسات العمومية يعزز الوعي والفهم حول كل القضايا الاجتماعية الأساسية المتمثلة في القضاء على الفقر وخلق فرص الشغل والاندماج الاجتماعي، فضلا عن وضع السياسات العمومية وبناء ثقافة للحوار وتعزيز الثقة بين الفرقاء والتي لا يمكن تحقيقها دون التوصل إلى أرضية وقواسم مشتركة لحلول تفاوضية ملزمة”، مطالبة بالتعجيل بإصدار قانون للحوار الاجتماعي المؤسساتي المركزي والمقاولاتي والاتفاقيات الجماعية وتنزيل الفصل الثامن من الدستور المتعلق بقانون النقابات.
وكان الملك محمد السادس قد نبه في خطابه بمناسبة الذكرى 19 لعيد العرش إلى ضرورة إحياء الحوار الاجتماعي بين النقابات والحكومة، داعيا الأطراف الاجتماعية إلى الجلوس إلى طاولة الحوار، منبها حكومة سعد الدين العثماني، إلى ضرورة عملها على إنجاح الحوار الاجتماعي. وشدد الملك في رسالة موجهة للحكومة “أقول إن الحوار الاجتماعي واجب، وينبغي التواصل مع النقابات بانتظام دون انقطاع، بغض النظر عما يمكن أن يفرزه من نتائج”.