طنجة: محمد أبطاش
أوردت مصادر أنه، مع شروع المؤسسات التعليمية في بدء استقبال الطلبة، سواء الذين تسجلوا في وقت سابق، عبر المنصات الإلكترونية وغيرها، فإن المعهد الوطني للعمل الاجتماعي بطنجة لم يستقبل سوى فئة محدودة بسبب وضعيته المزرية وتعاقب الوزارات الوصية دون الوفاء بوعودها، ورغم أن هذه المؤسسة تتضمن فروعا لمهن العمل الاجتماعي، التي تعتبر من المهن المهمة في الزمن الراهن وفي المستقبل العاجل.
ويكتسي هذا المعهد أهمية بالغة في إعداد أطر هذه المهن، إلا أن وضعيته باتت مزرية على جميع الأصعدة، وهو ما جعل الطلبة يتفادون ولوجه.
وبالإضافة إلى إهمال المؤسسة، فإن تركز المعهد في مدينة طنجة جعل من الصعب الولوج إليه من قبل الطلبة المنحدرين من الجهات الجنوبية بالنظر إلى التكاليف العالية للتنقل سواء لإجراء المباريات أو للدراسة، ناهيك عن أن داخلية المعهد وبناياته جد متقادمة رغم تواجده في موقع استراتيجي بالمدينة.
وكانت الفرق البرلمانية استفسرت، أخيرا، عن إمكانية إنشاء فروع للمعهد في مدن الجنوب، أو إمكانية تفعيل آليات الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمبادلة العقار الحالي للمعهد ببناء معهد جديد بمواصفات عصرية في موقع آخر.
وكانت المصالح الوزارية المختصة وجهت تقريرا وصف بغير المبرر إلى الفرق البرلمانية، والذي يتضمن وعودا بإخراج المعهد من دائرة النسيان، إذ بررت الوزارة ردها بما أسمته «إعداد مخطط تنموي خماسي للمعهد، حيث تم إنجاز دراسات استشرافية في هذا الإطار، منها إحداث تكوينات بمقرات مختلفة بربوع المملكة، نظرا للعدد المتزايد من الخريجين من جهة، وعدد المسالك المتوقع إحداثها لتلبية الطلب المتزايد على العاملين الاجتماعيين من جهة ثانية، وذلك تماشيا مع السياسات العمومية».
للإشارة، فقد تم سابقا إجراء دراسة جيوتقنية لبناية المعهد الحالية، خلصت إلى عدم جاهزيتها لتحقيق هذه الأهداف المرجوة، حيث تقرر إنشاء بناية جديدة تستوعب الارتفاع المتوقع لعدد الخريجين وتتطابق مع المعايير المعمول بها في مؤسسات التعليم الحديثة، وتم التنسيق مع وكالة المنشآت العمومية وإجراء دراسة لحاجيات المعهد من قاعات ومرافق وغيرها، كما تم تحديد ميزانية لإنجاز هذا الورش المهم، والتي ستتم على أساسها تعبئة الاعتمادات الضرورية للشروع في إنجازه، إلا أنه، لحدود اللحظة، لم يتحقق شيء من هذا القبيل.