شوف تشوف

اقتصادالرأيالرئيسية

الطاقة والمعادن المؤثرة

وليد خدوري

 

يعتمد التحول من طاقة الهيدروكربون إلى الطاقات المستدامة على «معادن مؤثرة»، في منتجات الطاقات المستدامة.

وتشير دراسة صادرة عن «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية»، في واشنطن (مركز الدراسات)، إلى أن توقعات «وكالة الطاقة الدولية» تشير إلى ازدياد استهلاك «المعادن المؤثرة» ستة أضعاف بحلول عام 2050.

وتشير دراسة «مركز الدراسات» إلى أن «المعادن المؤثرة» تضم أسواقا متعددة منفصلة ومختلفة الواحدة عن الأخرى، خلافا لأسواق النفط والغاز. فهناك مشكلة هيمنة الصراع الأمريكي – الصيني على جيوسياسة «المعادن المؤثرة»، بالذات انعكاساته على دور شركات التعدين والسكان والمناطق، حيث توجد هذه المعادن. من ثم، تقترح الدراسة أن الولايات المتحدة بحاجة إلى استراتيجية شاملة للتعامل مع ظاهرة «المعادن المؤثرة»، التي ستزداد أهميتها مستقبلا.

تتوقع الدراسة حدوث اختلال في ميزان العرض والطلب لهذه المعادن، بنهاية هذا العقد (2030)، وبالأخص لمعدني الكوبالت والليثيوم. فالولايات المتحدة مثلا تستطيع أن تنتج في أراضيها كميات أكبر مما يجري إنتاجه حاليا هناك من هذين المعدنين.

تطرح الدراسة السؤال الآتي: ما الذي تستطيع الولايات المتحدة عمله إضافة بهذا الشأن أكثر مما تقوم به حاليا لإنتاج «المعادن المؤثرة»؟

على سبيل المثال، شملت موازنة الرئيس الأمريكي جو بايدن مخصصات لدعم رسم خرائط، طال انتظارها، لإعطاء صورة أدق عن مناجم هذه المعادن للمساعدة في معرفة أماكن وجودها، وحجم احتياطياتها أمريكيا. لكن تبقى هناك مشاكل في استخراج هذه المعادن في مناطق معينة بالولايات المتحدة، حيث أراضي قبائل السكان الأصليين (الهنود الحمر) التي تحكمها قوانين خاصة بها، ما يتطلب موافقة هذه القبائل على عمليات استخراج الثروات الطبيعية من أراضيها.

إلا أن تجارب شركات التعدين في أراضي السكان الأصليين حتى الآن غير مشجعة، وتكتنفها الكثير من الخلافات ما بين الشركات والسكان الأصليين.

لكن الأمر لا يتوقف على الولايات المتحدة فقط، فهو ذو أبعاد دولية، حيث من المتوقع حصول خلافات عديدة في دول متعددة ما بين الحكومات وشركات التعدين، بالذات مدى التزام الشركات بالأنظمة الصارمة بتصفير الانبعاثات (الحياد الكربوني).

عالميا، ستتطلب الزيادة في استهلاك الطاقات المستدامة في القطاع الكهربائي: السيارات الكهربائية والبطاريات ذات التخزين العالي، ارتفاعا ليس فقط في الطلب على «المعادن المؤثرة»، بل أيضا إعارة اهتمام أوسع بوسائل تعدين حديثة وذات مستويات عالية من الجودة في القطاع الكهربائي، تتناسب مع تصفير الانبعاثات.

تتشكل المعادن المؤثرة من: الكوبالت، الليثيوم، النيكل، المنغنيز والنحاس. ومناطق إنتاجها المهمة حاليا ونسب الإنتاج هي كالآتي: النحاس (تشيلي 40 في المائة من الإنتاج العالمي)، بيرو (11 في المائة في المرتبة الثانية)، الصين (9 في المائة في المرتبة الثالثة).

الليثيوم (أنتجت أستراليا نصف الإنتاج العالمي في عام 2020)، تشيلي (22 في المائة).

النيكل (إندونيسيا في المرتبة الأولى مع إنتاج 30 في المائة)، الفلبين (13 في المائة في المرتبة الثانية)، روسيا (11 في المائة).

وتحصل جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليا ريعا أكثر من مبيعاتها للنحاس من الكوبالت. وتنتج كوبا الكوبالت، والأرجنتين والبرازيل الليثيوم. ومن الجدير بالذكر أن هذه الأرقام والنسب تعكس صورة الوقت الحاضر، إذ إنه من المتوقع مع ازدياد الطلب على هذه المعادن، أن تزداد معه الاكتشافات في دول عدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى