شوف تشوف

الرئيسية

الصين تعلن عن افتتاح أكبر مركز ثقافي بالمغرب

مستشارة السفير لـ«الأخبار»: هناك تطور كبير للعلاقة بين البلدين منذ توقيع الشراكة الاستراتيجية

أعلنت سفارة الصين عن افتتاح ثاني مركز ثقافي بالعالم العربي سيكون مقره بالرباط، وسيتم افتتاحه يوم 18 دجنبر الجاري، بحضور نائب وزير الثقافة والسياحة، الذي سيترأس وفدا كبيرا يضم كبار المسؤولين ويقوم بزيارة رسمية إلى المغرب.
وأوضحت تشين دونغ يون، مستشارة الثقافة بسفارة الصين ومدير المركز الثقافى الصينى بالرباط في تصريح خصت به جريدة «الأخبار»، أن هذا المركز هو ثاني مركز ثقافي تفتتحه الصين بالعالم العربي، بعد مركز القاهرة في مصر، وهو ضمن 35 مركزا ثقافيا عبر مختلف دول العالم موضوعة تحت إشراف وزارة الثقافة والسياحة الصينية، وأشارت إلى أن مركز الرباط سيكون بمثابة مركز إشعاع للثقافة الصينية ونافذة يطل من خلالها عامة الشعب المغربي على الصين وثقافتنا وكل المعلومات عن هذا البلد، وذلك لتقريب الصين لعموم المغاربة، وليس فقط مركز إشعاع للثقافة الصينية، تقول مديرة المركز، مضيفة «لكن سيكون المركز كذلك، جسرا يربط الثقافة المغربية والثقافة الصينية، وسيتم افتتاحه وفقا لاتفاقية تم توقيعها بين الحكومة المغربية والحكومة الصينية وتحت إشراف مباشر للسفارة».
ويتكون المركز من خمسة طوابق، ويتواجد بحي أكدال وسط العاصمة الرباط، على مساحة تقدر بحوالي 2500 متر مربع. وأبرزت مديرة المركز أنه سيتم تخصيص الطابق الأرضي لإقامة المعارض الفنية والثقافية المختلفة وحجرات لتعليم اللغة الصينية وتعليم بعض الحرف التقليدية الصينيية، وأيضاً الحرف التقليدية المغربية ثم قاعة للتدريب على فن رياضة «الووشو»، وهو من الألعاب المحببة لدى المغاربة، خصوصا الشباب، بالإضافة إلى قاعة مخصصة للندوات وعرض الأفلام والعروض الفنية.
وكشفت مستشارة السفير الصيني، أن المركز له خمس وظائف، حددتها في التعريف بالصين للجماهير المغربية من كافة النواحي، ثم الوظيفة الثانية، تتعلق بالتواصل الفكري والحواري بين الجانبين، من خلال تقديم خدمات لكل من يريد التعرف على الصين بشكل أدق والدراسة حول الشؤون الصينية على مستوى جميع المجالات مثل التطور والنمو في الصين ومختلف الإصلاحات والمشاكل وكيفية التغلب عليها وطرق تطوير الثقافة والسياسية والاقتصاد في الصين من خلال تنظيم ندوات وأنشطة مختلفة، أما الوظيفة الثالثة للمركز، فتتجلى في تعليم اللغة الصينية وتداريب على تعلم بعض الحرف التقليدية اليدوية لمن يرغب في ذلك، وذلك عبر تعليم موجه لبعض احتياجات المجتمع وليس تعليما أكاديميا، بفتح دورات تكوينية لفائدة التجار أو الأطفال، وكذلك تخصيص دورات تكوينية للمرشدين السياحيين، بالإضافة إلى الوظيفة الرابعة للمركز، وهي تقديم معلومات مكتبية للمغاربة، حيث سيتم تجهيز مكتبة بالكتب والأفلام والأشرطة الوثائقية، ثم الوظيفة الخامسة للمركز، وهي تنظيم مختلف الأنشطة الفنية والموسيقية وعرض الأفلام والتعريف بمختلف أوجه الثقافتين المغربية والصينية.
وأضافت المتحدثة: «سوف يجد الجميع في هذا المركز ليس فقط أنشطة حول الصين وإنما أيضا أنشطة ثقافية حول المغرب من خلال تنظيم معارض وندوات وتوقيع كتب حول الآداب المغربي»، وأكدت أن الهدف من إقامة هذا المركز، هو تعزيز الروابط بين الثقافتين المغربية والصينية، وأشارت إلى أن «المركز يحظى بدعم مالي كامل من الحكومة الصينية، ولن تكون له أهداف ربحية، لأن كل الأنشطة ستكون مجانية»، وأضافت «رغم أن المركز سيكون مقره بالرباط، لكن ستمتد أنشطته إلى مختلف المدن والمناطق المغربية»، موضحة أن المغرب يحظى بأهمية كبرى لدى دولة الصين، وعبرت عن ذلك بالقول: «إذا استرجعنا التاريخ، نجد هناك روابط مشتركة عبر التاريخ منذ القدم عبر طريق الحرير البري الذي ربط الصين والمغرب إلى أوربا، ثم عن طريق الحرير البحري حيث كان الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة وصل إلى الصين ومكث بها ثلاث سنوات وزار مدنا صينية عبر الطريق البحري».
واعتبرت المسؤولة بالديبلوماسية الصينية، أن المغرب يشكل نقطة محورية للتجارة بين الصين ودول المنطقة، نظرا لموقعه الاستراتيجي بين أوروبا ودول إفريقيا، وكذلك أمريكا اللاتينية، كما أن المغرب هو ثاني دولة في العالم العربي وفي القارة الإفريقية، التي اعترفت باستقلال الصين، ولذلك تراهن هذه الدولة على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع المغرب، خاصة بعد توقيع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وقرار المغرب إلغاء التأشيرة عن المواطنين الصينيين، حيث شهدت هذه العلاقة طفرة قوية تجلت في تزايد عدد السياح الصينين الذين زاروا المغرب خلال السنوات الأخيرة، بنسبة 85 في المائة، حسب تقارير رسمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى