كريم أمزيان
تستعد سفارة الصين والمركز الثقافي الصيني بالرباط، للشروع في احتفالات عيد الربيع الصيني بالمغرب، والتي ستحتضنها ثلاث مدن مغربية، بدءا من الأسبوع المقبل على مدى أربعة أيام.
وكشفت تشين دونغيون، مستشارة سفير الصين، نبذة عن عادات وتقاليد احتفالات الشعب الصيني بعيد الربيع ودلالاته الثقافية، وأوردت أن احتفالات هذا العام ستقام تحت عنوان «لنحتفل معا برأس السنة الصينية»، ويهدف إلى تقاسمه مع المغاربة قاطبة.
وأكدت تشين دونغيون، مستشارة سفير الصين ومديرة المركز الثقافي الصيني بالرباط، في ندوة صحافية عقدتها مساء الأربعاء الماضي، أن ثلاث مدن مغربية ستحتفي بعد أيام برأس السنة الصينية، وسيكون سكان مدن الرباط وطنجة وشفشاون وزوارُها على موعد مع احتفالات عيد الربيع الصيني، مشيرة إلى أن سفارة الصين بالمغرب والمركز الثقافي الصيني بالرباط، سيشركان المغاربة في إحياء عادات وتقاليد الشعب الصيني بعيد الربيع ودلالاته الثقافية.
وكشفت المستشارة ذاتها، ومديرة المركز الثقافي الصيني بالرباط، جزءا من هذه الاحتفالات، مبرزة أن المدن الثلاث تستعد لاستقبال احتفالات الشعب الصيني. فمدينة شفشاون، بحسبها، ستضاء فيها فوانيس صينية، تحت شعار «المدينة الزرقاء بلون عيد الربيع الأحمر»، حيث سيمتزج اللون الأزرق بالأحمر، ما سيدخل على المدينة دفئا ويحيل فيها هدوءها نشاطا. مضيفة أن احتفالات رأس السنة الصينية بالمغرب ستشهد حضور ليو قوانغ، عازف آلة الأرهو الشهير ورئيس فرقة دار الأوبرا بمدينة تشونغتشينغ، بالإضافة إلى فرقة ستؤدي عرض «رقصة الأسد» لأول مرة في المغرب، فضلا عن عروض أخرى، منها تلك التي ستقام بمسرح محمد الخامس بالرباط نهاية الشهر الجاري.
ويأتي ذلك أياما بعد تدشين المركز الثقافي الصيني بالرباط، الذي أكد متدخلون، خلال حفل افتتاحه، أنه يأتي لتعزيز التبادل والتعاون والمعرفة المتبادلة بين الشعبين المغربي والصيني. وأبرزت مديرة المركز، أن المركز، الذي يقع وسط حي أكدال على مساحة 2500 متر مربع ويضم قاعات للعرض والندوات والتكوين ومكتبة، سيمكن من تعزيز «التبادل والتعاون الثقافي» بين الصين والمغرب.
من جهته، قال نائب وزير الثقافة والسياحة الصيني، لو جينزاو، إن المركز الثقافي الصيني بالرباط هو «طريق للتبادل الثقافي في الاتجاهين» ووسيلة للتعريف بالثقافة الصينية لدى الشعب المغربي وبالثقافة المغربية لدى الصينيين. وأضاف جينزاو أن علاقات الصداقة بين الصين والمغرب شهدت «تطورا سريعا ومطردا» خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا على أهمية «العمل أكثر للتعرف على الثقافة والحضارة المغربية العريقة والحديثة معا».
وتؤكد وزارة الثقافة والاتصال، التي تنظم عددا من الاحتفالات الصينية بشراكة معها، أن المركز هو الثاني من نوعه في العالم العربي والـ36 على المستوى العالمي، وأن هذه البنية تشكل تجسيدا لـ«تجذر» العلاقات الثقافية الصينية- المغربية و«انفتاحهما على مختلف المجالات».
ويعد إطلاق مؤسسات ثقافية صينية في المغرب، أخيرا، تتويجا لرحلة طويلة من التبادل في مجال الكتاب والفنون، لا سيما من خلال الأسابيع الثقافية المنتظمة التي ينظمها البلدان ومشاركتهما في مختلف الأنشطة التي ينظمها الجانبان في مختلف المدن المغربية والصينية، وهذا التقارب بين الصين والمغرب تدعمه حاليا مؤسسة متخصصة ستحمل بالتأكيد قيمة مضافة للتعاون الثقافي بين الصين والمغرب.