ذكر مصدر مطلع لـ «الأخبار»، أن السلطات المحلية بعمالة الصخيرات تمارة شنت، مؤخرا، حملات واسعة النطاق ضد المقاهي والمطاعم المتمردة على التدابير الاحترازية المعتمدة من طرف وزارتي الداخلية والصحية لمنع تفشي فيروس كورونا بعد رفع حالة الحجر الصحي.
وأفاد المصدر بأن حملة أمنية مشتركة ضمت المصالح الترابية والأمنية وعناصر القوات المساعدة بمختلف المقاطعات بتمارة أسفرت عن ضبط مقاهي ومطاعم وصالونات الحلاقة في وضعية تلبس بخرق البروتوكول الصحي الذي ينص على خفض الطاقة الاستيعابية بالمقاهي والحرص على التباعد الاجتماعي بكل هذه الفضاءات، ثم دفع الزبناء إلى الالتزام بتدابير الوقاية والتعقيم وارتداء الكمامات، وحسب نفس المصدر فقد أسفرت مداهمات قامت بها السلطة المحلية بالوحدات الترابية الأولى والثالثة والسابعة والسادسة بحي الوفاق وباقي المقاطعات بتنسيق مع باشوية المدينة عن إغلاق مقاهي ومطاعم ومتاجر و «مخبزات» أبدت تعنتا كبيرا في الالتزام بتوجيهات السلطات العمومية الرامية إلى الحفاظ على صحة الزبناء والمستخدمين على حد سواء.
وحسب إفادة شهود عيان لـ «الأخبار»، فإن بعض الأحياء الشعبية وسط مدينة تمارة تشهد فوضى عارمة على مستوى بعض الأنشطة التجارية وفضاءات التسوق والترفيه والمقاهي، والتي تزامنت مع ارتفاع عدد الاصابات بفيروس كورونا المسجلة يوميا بالمدينة، ما دفع السلطة إلى تشديد المراقبة وإعمال كل القوانين الزجرية المنصوص عليها في حق مخالفي تدابير رفع الحجر الصحي التي أعلنت عنها وزارة الداخلية. وقد أسفرت العملية عن إغلاق عشرات المحلات والمقاهي خاصة خلال اليومين الأخيرين لتزامنهما مع مباريات «الشامبيونزليغ» الدولية في كرة القدم رافقها إنزال كبير للشباب بهذه المقاهي ما نتج عنه فوضى وخرق واضح للبروتوكول الصحي المعتمد .
ووفق مصادر الجريدة لم تتساهل السلطات المحلية بدعم من عامل الإقليم وباشا المدينة مع المواطنين الذين يرفضون ارتداء الكمامات، رغم الحملات التوجيهية والتحسيسية التي قامت بها السلطات العمومية والصحية، وقد حررت لجان أمنية مشتركة محاضر في حق المئات من المخالفين لقانون ارتداء الكمامة بالشوارع والأماكن العامة.
وارتباطا بالحرب التي تعيشها السلطات العمومية لتنزيل تدابير الرفع التدريجي والحذر للحجر الصحي، يبقى الوضع بشاطئي الهرهورة والصخيرات مقلقا رغم التدخل اليومي للسلطات المحلية وأعوان السلطة ورجال الدرك لردع المخالفين، بالنظر للإنزال الكبير للمصطافين ومرتادي المقاهي والمطاعم خاصة خلال الفترة المسائية، وقد أسفرت عمليات مراقبة أنجزتها السلطات المحلية بالمقاطعتين الأولى والثانية عن إغلاق خمسة مقاهي ومطاعم بسبب عدم احترام التدابير المعمول بها لتفادي تفشي فيروس كوفيد 19، في الوقت الذي عجزت المصالح الأمنية في تنظيم حالة الاكتظاظ التي تعرفها طرق الهرهورة خاصة بالمداخل الواقعة على خط التماس مع تمارة والرباط، فضلا عن حالة الفوضى التي يحدثها شباب متهورون غالبيتهم من «أولاد الفشوش» والسكارى، حيث يقومون باحتلال الشارع الرئيسي بالهرهورة الذي خضع لتوسيعات وإصلاحات كبيرة، إلى وقت متأخر من الليل، لإجراء سباقات على الطريق بسرعات جنونية، دون مراعاة راحة وسلامة المواطنين، وهو ما يتطلب تدخلا فوريا لعناصر الدرك بالهرهورة.
الوجه الآخر والصريح للفوضى تحتضنه الواجهة البحرية بالصخيرات، حيث الغياب التام لاحترام تدابير الوقاية، سواء بالمقاهي أو المطاعم وكذا الشواطئ التابعة للمنطقة، حيث تتوافد عليها أعداد غير مسبوقة من المصطافين من مدن الرباط وسلا وتمارة وبوزنيقة، وهو ما يصعب المهمة على السلطات المحلية ويجعلها عاجزة عن تنظيم واحتواء الإنزالات البشرية في ظل عجز ومحدودية عناصر الدرك بالمنطقة، لتقديم المساعدة الإضافية في تنزيل التدابير واحترامها.