النعمان اليعلاوي
قررت سلطات مدينة الرباط منع المسيرة التي كان من المبرمج أن تنظمها اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، انطلاقا من ساحة «باب الحد»، يجوبون من خلالها شوارع العاصمة، ليكتفي الطلبة بوقفة احتجاجية بالساحة، وذلك بعدما كانوا أعلنوا عن تنظيم مسيرة وطنية تنطلق، على الساعة الثانية عشرة ظهيرة، من ساحة باب الأحد في اتجاه البرلمان. وكشف بلاغ للجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة عن خوض طلبة السنتين السادسة والسابعة إضرابا وطنيا وعن التدريبات الاستشفائية باستثناء المداومات الليلية والنهارية ومصالح المستعجلات يومي 6 و7 ماي الجاري، والمشاركة في «مسيرة الصمود الوطنية» أول أمس (الاثنين).
ويأتي استئناف طلبة الطب للاحتجاج ردا على ما اعتبروه إغلاق وزارتي الصحة والتعليم العالي لباب الحوار، في ظل استمرار أزمة التكوين الطبي والصيدلي بالمغرب التي تتواصل الاحتجاجات بسببها منذ أزيد من أربعة أشهر، حيث أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب، قبل قرابة أسبوعين، تأجيل المسيرة الوطنية في «بادرة حسن نية» وذلك من أجل «إعادة بناء جسور الحوار والتواصل، وفسح المجال للحوار من أجل إيجاد الحل للوضع المحتقن الذي تعيش على وقعه كليات الطب والصيدلة منذ أشهر»، لكن الحكومة تتمسك بموقفها الرافض للحوار داعية الطلبة للعودة إلى مقاعد الدراسة تفاديا لسنة بيضاء، في الوقت الذي يصر الطلبة على خوض إضرابات ومقاطعة الدراسة، ويخوضون، منذ بداية الموسم الجامعي الحالي، احتجاجات واسعة النطاق للمطالبة بإصلاح تكوينهم، بالموازاة مع مقاطعة الدروس والامتحانات.
وفي هذا السياق، قالت نرجس الهلالي، طالبة السنة الخامسة بكلية الطب والصيدلة، إن «الطلبة يطمحون إلى حل هذه الأزمة من خلال الحوار، إذ لا يعقل أن تستمر هذه الأزمة لخمسة أشهر»، مبينة أن «الطلبة لا يرغبون في الوصول إلى سنة بيضاء، وهم ليسوا انتحاريين، بل يطمحون إلى استكمال التكوين والدراسة في مسار أكاديمي وتكويني سليم وواضح»، مبينة أن «الطلبة عبروا عن الرغبة في حل الملف من خلال تأجيل المسيرة الوطنية التي كنا أعلنا عنها، ولكن الوزارة الوصية لم تقدم أي رد بل ترفض الاستجابة للمطالب».
في المقابل، تصر وزارة التعليم العالي على عدم التراجع عن تقليص سنوات التكوين، إذ دعا وزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي، طلبة الطب المضربين منذ أزيد من أربعة أشهر للعودة إلى مقاعد الدراسة، قائلا إن باب الحوار مفتوح و«سنة بيضاء مستبعدة» لأن مجموعة من الطلبة التحقوا بالدراسة، منهم الطلبة العسكريون والأجانب، منتقدا، خلال اجتماع مع لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين، ما سماه «ترهيب الطلبة» الذين يرغبون في العودة إلى مقاعد الدراسة، وقال إنه «غير مقبول قيام من يقف وراء الإضراب بترهيب الطلبة»، وأضاف الوزير أن إصلاح التكوين في مجال الطب ليس قرارا اعتباطيا من وزير التعليم العالي، بل هو قرار تم إطلاق التفكير فيه منذ يوليوز 2022، بمشاركة خبراء مغاربة ودوليين، وعمداء الكليات والأساتذة.