أصبحت التقارير الحارقة التي أنجزتها السلطات المختصة بشفشاون ووزان وتطوان والحسيمة، خلال مرحلة الجفاف وتأخر التساقطات المطرية، في موضوع عشوائية وفوضى الأثقاب المائية، تؤرق العديد من المتورطين والمسؤولين عن لجان المراقبة، حيث تم تسجيل خروقات وتجاوزات بالجملة، تتعلق بغياب الترخيص لحفر الآبار وإحداث الأثقاب المائية بواسطة آليات الصوندا، ما تسبب في استنزاف الثروة المائية الباطنية، وتراجع نسبة صبيب العديد من الينابيع وجفاف بعضها، ما اضطر عددا من الأسر، التي تقطن بمناطق قروية، إلى الهجرة والاستقرار ضواحي المدن بطنجة وتطوان والعرائش والحسيمة.
وحسب مصادر «الأخبار»، فإنه مع التساقطات المطرية التي شهدتها مناطق بجهة تطوان – الحسيمة، عادت الحياة إلى ينابيع وجداول وشلالات بشفشاون وتطوان ووزان والحسيمة، ما استدعى توجيه السلطات الولائية لتعليمات صارمة شملت كافة السلطات والمؤسسات المعنية، بتضييق الخناق على الأثقاب المائية العشوائية، وحجز المعدات والآليات التي يتم استعمالها خارج التراخيص المطلوبة، مع الصرامة أكثر في تحرير محاضر المخالفات والتوجه لدى القضاء في الحالات التي تتطلب ذلك.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن تكثيف مراقبة الفرشة المائية وحمايتها من الاستنزاف ظهرت نتائجه الإيجابية من خلال استمرار تدفق الينابيع وعودة منسوب المياه إلى سابق عهده بالآبار، فضلا عن تنزيل إجراءات للحفاظ على المؤشرات الإيجابية للتساقطات الثلجية والمطرية، وعدم تهافت جهات على الاستغلال العشوائي، والسقوط مجددا في فخ الفوضى واستنزاف مخزون المياه بسرعة، وعدم تقدير التحولات المناخية وتراجع معدل التساقطات المطرية خلال السنوات الأخيرة.
وأضافت المصادر عينها أن السلطات المختصة بولاية جهة الشمال تراهن على التنزيل الأمثل لعملية تقنين زراعة القنب الهندي، ما سيساهم في وقف صراعات قوية كانت تدور حول نقط التزود بالمياه بشفشاون ووزان والحسيمة وتطوان والعرائش، نتيجة الزراعة العشوائية للقنب الهندي، واستيراد أنواع من البذور تستهلك كميات خيالية من المياه، للحصول على المردودية المطلوبة.
وتستمر المصالح الحكومية المختصة في تنزيل إجراءات التقليل من المساحات المزروعة لفواكه استوائية، والتركيز على المزروعات التي لا يمكن الاستغناء عنها في المائدة المغربية، فضلا عن استهلاكها أقل كمية ممكنة من المياه، وذلك بالنظر للتحولات المناخية العالمية، وتسجيل تراجع التساقطات المطرية، وتراكم مشاكل العطش والتزود بالمياه بالمناطق القروية، ما استدعى الرفع من وتيرة تنفيذ مشاريع سدود تلية وتوسيع الربط بشبكة الماء الصالح للشرب.
تطوان: حسن الخضراوي