تطوان: حسن الخضراوي
كشفت مصادر مطلعة أن السلطات الإقليمية بتطوان باشرت، قبل أيام قليلة، البحث في شكايات متراكمة لسكان بدوار تزارين بالجماعة القروية الزيتون، يطالبون من خلالها بفك العزلة وتشييد مدرسة ابتدائية، في إطار الحق الدستوري في التعليم وفق الجودة المطلوبة، وتقريب المؤسسات التعليمية من التلاميذ، والحد من نسبة الهدر المدرسي التي لها انعكاسات كارثية على مستقبل البلاد وانتشار الأمية وكلفة الجهل الاقتصادية والاجتماعية.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن سكان دوار تزارين التمسوا من عامل الإقليم دراسة شكاياتهم المتعلقة بالعزلة وغياب المدرسة، سيما في ظل تزايد عدد الأطفال التلاميذ والحاجة لتشييد مدرسة يمكن من خلالها تفادي التوجيه لمناطق أخرى وإكراهات بعد المسافة، فضلا عن اختيار البعض الانقطاع المبكر عن الدراسة، ما يتطلب استنفار كافة المؤسسات المعنية للتنزيل الأمثل لاستراتيجية تعميم التعليم الإجباري وتجهيز البنيات التحتية وتوفير الظروف المناسبة لتحقيق الأهداف المسطرة.
وأضافت المصادر عينها أن معاناة سكان العديد من الدواوير بتراب عمالة إقليم تطوان، وباقي مناطق جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، تتطلب المزيد من التنسيق مع مجلس الجهة، والقطاعات الحكومية المعنية، من أجل توفير الميزانيات الضرورية لتجهيز البنيات التحتية وفك العزلة، وفتح المسالك وتعبيد الطرق، وتشييد المدارس الابتدائية والثانويات ودور الطالب والطالبة والداخليات، فضلا عن هيكلة قطاع النقل المدرسي وتوسيع الاستفادة ومحاربة الهدر المدرسي.
وذكر مصدر للجريدة أن من الأسباب المباشرة للهجرة القروية بجهة الشمال غياب أو تأخر التنمية، وتراكمات العزلة وبعد المؤسسات التعليمية، فضلا عن توقف أنشطة قطاعات غير مهيكلة، حيث يختار العديد من السكان الانتقال لهوامش المدن والاستقرار بأحياء عشوائية، بحثا عن سبل تحسين جودة العيش والتمدرس وقرب المدرسة ومؤسسات عمومية أخرى من مستشفيات ومراكز صحية.
وأضاف المصدر نفسه أن تزايد عدد سكان المناطق القروية بالشمال يقتضي مواكبته من قبل المصالح الحكومية المعنية ومجلس الجهة والمجالس الإقليمية، لتوسيع شبكة المؤسسات التعليمية والاهتمام بالتعليم الأولي، وتقريب المدرسة من التلاميذ، ما يمكن من تخفيض نسبة الهدر المدرسي، وتنزيل التعليمات الملكية السامية بتجويد الخدمات والجدية في خدمة المواطنين وقضايا الوطن الكبرى ومستقبل الأجيال.