«السكوليوس» أو ما يطلق عليه بالعربية بالجنف هو تشوه في العمود الفقري. يميل الآباء في كثير من الأحيان إلى إلقاء اللوم على حمل الحقائب المدرسية الثقيلة لكن المتخصصين يؤكدون أن الجنف غير مرتبط ببعض الألعاب الرياضية أو المواقف أو العناصر الغذائية.
في خمسة وسبعين في المائة من الحالات، خاصة بالنسبة للجنف الصغير، يظل السبب غير معروف، على الرغم من أن العوامل الوراثية يبدو أنها تلعب دورا كبيرا. في بعض الحالات النادرة، يكون الجنف نتيجة لمرض موجود بالفعل، سواء كانت أمراض عصبية عضلية أو أمراض مرتبطة بالكولاجين كمتلازمة مارفان.
عندما يتم تشخيص الجنف، فإن أهم شيء هو مراقبته بانتظام. المشكلة الرئيسية هي خطر تفاقمه، خاصة خلال فترة البلوغ التي تعد فترة نمو كبيرة.
قد يبدو مفاجئا أنه من المستحيل التنبؤ بمسار الجنف. هذا هو السبب في أن الموعد السنوي، أو كل ستة أشهر في حالة الجنف الحاد، أمر لا بد منه.
خلال موعد المتابعة السنوية عند الطبيب والتي تكون في العادة مرتين في السنة في حالات الجنف الشديد، سيحاول الطبيب تقييم مدى انحراف العمود الفقري، والذي يقوم فيه الطبيب بقياس مدى الانحراف.
يتم إجراء الفحص البدني في وضع الوقوف، ثم في وضع الجلوس مع انحناء الجذع إلى الأمام لتجنب أي خلل يمكن أن يحدث بسبب إحدى الساقين الأصغر من الأخرى.
يمكن أيضا إجراء فحص بالأشعة السينية لتأكيد مدى الجنف ومدى التواء الفقرات والتي يعبر عنها بزاوية كوب ونضج العظام. يعد قياس عمر العظام أمرا مهما، بمجرد اكتمال النمو، يتوقف تشوه الفقرات عن التقدم، ولم يعد من الضروري قياس الالتواء.
وهو في الواقع تشوه غير مؤلم بشكل عام، فعادة لا يكون الجنف مؤلما عند الأطفال والمراهقين. إذا لوحظ الألم، فمن الضروري الإبلاغ عنه لأنه قد يشير إلى أسباب أخرى للجنف.
ومن المهم عند اكتشاف الانحراف زيارة الطبيب بشكل مستعجل، لأن أي تأخير قد يتسبب في زيادة انحراف العمود الفقري.
كما أنه من المهم أن ندرك أن العلاج قد لا يحتاج إلى القيام بعملية جراحية وذلك يعتمد على مدى التشوه، ولكن على العموم ففي 85 إلى 90 في المائة من الحالات، يتم علاج الأطفال والمراهقين بطرق غير جراحية.
في حالات الجنف الصغير، يستخدم العلاج الطبيعي. سواء كان هناك ضعف في العضلات أم لا، فإن الجمباز التصحيحي لن يؤدي إلى اختفاء الجنف، ولكنه سيزيد من عضلات الصدر ويصحح المواقف السيئة.
يمكن استكمال هذا العلاج الطبيعي بالرياضات المناسبة مثل السباحة أو حتى رياضات التمديد مثل الكرة الطائرة أو كرة السلة.
أما في حالات الجنف المعتدل أو الشديد، فسيتم النظر في ارتداء مشد فرد أو داعم إذا كان الجنف أكثر شدة. الهدف هو تصحيح التشوهات والسماح بتطور ونمو أكثر تناسقا.
بالنسبة لحالات الجنف الخطير أو الأكثر حدة أو أولئك الذين عولجوا بعد فوات الأوان، في 0.3 إلى 0.5 في المائة من الحالات، يمكن تقديم العلاج الجراحي في نهاية النمو. عادة ما تستخدم الغرسات المعدنية لدعم منطقة التشوه.