السحر وقد انقلب على الساحر
لم تتجاوز الحملة المقيتة التي قادتها منابر إعلامية ومنظمات حقوقية ومؤسسات استخباراتية ودول معادية وأجندات خفية مهلة 48 ساعة قبل أن تصطدم بصخرة الدولة المغربية الضاربة في عمق التاريخ، والمفارقة الحقيقية في حملة الاستهداف الأخيرة التي حاولت المس بصورة المغرب وسمعته أنها أثبتت عكس ما كان يراهن عليه المتربصون داخليا وخارجيا في عدوانهم الإعلامي، لقد خرج المغرب بمؤسساته أكثر قوة وأكثر مناعة وأوصل رسائل لجميع دول العالم بأن سيادة البلاد وسمعتها خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
كان البعض يعتقد واهما أن تحالف وسائل إعلامية مشبوهة وبعض الصحفيين الحالمين موجهين بأجندات استخباراتية وبعض تجار حقوق الإنسان بالداخل، سيحشر الدولة المغربية في الزاوية الضيقة بمزاعم باطلة واتهامات بدون دلائل، لكن السحر سرعان ما انقلب على الساحر، وتحول الدفاع إلى هجوم، والاتهام المجاني إلى اتهام قضائي مضاد، والأزمة إلى فرصة لإثبات الذات أمام العالم بأن المغرب مستهدف بحملة خبيثة لتشويه صورته التي بناها لعقود بجهد ومثابرة، بعد أن عرت بلادنا أوهام تلك المنصات وشهرت مبكراً بأهدافها وطرقها الملتوية لإثارة الفوضى وتهديد الأمن والاستقرار الوطنيين باستخدام منظمات حقوقية بأجندة استخباراتية وتوظيف منابر صحفية ومنصات التواصل الاجتماعي.
لقد كان الغرض من تلك الحملة الحقيرة والمنحطة هو زعزعة بنية النظام السياسي وضرب عناصر قوته الأمنية في محاولة لعزلها والانقضاض عليها، لذلك لم يكن بريئا أن تصل مزاعم قادة أمنستي وبعض المؤسسات الإعلامية الفرنسية ومنظمة الصحفيين الحالمين إلى حد اتهام المؤسسات الأمنية بالتجسس على هاتف ملك البلاد وأفراد من العائلة الملكية، فالهدف الواضح كان يتوخى تسميم الأجواء داخل الدولة وخلق الفتن بين المؤسسات وإظهار أن المغرب يعيش تحت وصاية دولتين، دولة يسودها الدستور وتدير شؤونها الملكية ودولة لا ترى تهيمن عليها المؤسسات الأمنية وتعيش خارج القانون.
وقد فشلت الحملة في ضرب عناصر قوة الأجهزة الأمنية المغربية ومحاولة خلق رأي عام غاضب تجاه هذه المؤسسات التي يرجع لها الفضل تحت إشراف الملك في جعل بلدنا نموذجا استثنائيا مستقرا في شمال إفريقيا والعالم العربي، من خلال دفع أعلى سلطة في البلد لإقالة عبد اللطيف الحموشي مدير المديرية العامة للأمن الوطني وياسين المنصوري مدير مديرية الدراسات والمستندات، لكن لا شيء تحقق من تلك الأهداف المنحطة وسرعان ما انهارت هاته الوصفة الخبيثة لأن جميع المغاربة والمسؤولين بالخارج يدركون جيدا الدور الاستراتيجي الذي تقوم به المؤسسات الأمنية المغربية لمواجهة خطر الإرهاب، وتهديدات الجريمة المنظمة، ولهذا تصدى الجميع إلا من استثنى نفسه لمواجهة هاته الحملة الدنيئة التي اختارت توقيتا بالغ الرمزية لدى المغاربة عشية الاحتفاء بعيد العرش لنفث سمومها، لكن الزمن الذي اختارته الحملة أدى مفعوله العكسي وكان كفيلاً بفقدها مصداقيتها بل ووجودها، ليعلم من كان يثق بتقارير منظمة أمنستي أو قناة فرانس 24 أو منظمة “فوربيدن سطوريز” وجماعة الحقوقيين الحالمين بالداخل قدر أنملة أنها مجرد ألعوبة في يد أجندة خارجية، تأتمر بأمرها وتنفذ مخططها وتقبل إملاءاتها وشروطها.