الـمَهْـدي الـكًــرَّاوي
شرعت المحطة الحرارية لآسفي التي تستغلها شركة «سافييك»، اليابانية الفرنسية المغربية لمدة 30 سنة، في تشغيل وحدات توليد الطاقة الكهربائية عبر حرق 10 آلاف طن يوميا من الفحم الحجري، وهو الأمر الذي تسبب في ظهور سحب سوداء تغطي سماء جماعة أولاد سلمان وطول الساحل البحري لمدينة آسفي.
وانتقلت المحطة الحرارية لآسفي من التشغيل التجريبي إلى الاستغلال الكلي للمحطة التي سوف تنتج 25 بالمائة من الطلب الوطني على الكهرباء عبر بيعه بشكل مباشر إلى المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، وهي المحطة التي كلفت غلافا استثماريا بقيمة 2، 6 مليارات دولار أمريكي.
وتظهر يوميا بشكل جلي على طول ساحل آسفي المدخنة الرئيسية للمحطة الحرارية وهي تنفث على مدار الساعة الرماد الأسود المتطاير، في وقت كشفت فيه الدراسة العلمية للآثار البيئية والاجتماعية للمحطة الحرارية التي أنجزها المكتب الوطني للكهرباء، أن المحطة الحرارية لآسفي سوف تنتج نصف مليون طن سنويا من النفايات الملوثة، من بينها 400 ألف طن من الرماد المتطاير على شكل جزيئات، و100 ألف طن من الرماد المترسب، والناتج عن استعمال 10 آلاف طن من الفحم يوميا من أجل تشغيل المحطة.
وتسود حاليا تخوفات كبيرة من الانتشار الكبير للشاربون في الهواء وعلى الأرض مع كل المخاطر المحتملة في تلويث الآبار والمياه الجوفية وانعكاس ذلك على الأنشطة الفلاحية والزراعية، وعلى موطن الأحياء البحرية والبرية، خاصة بعد أن حولت شركة «سافييك»، اليابانية الفرنسية المغربية، التي تستغل المحطة الحرارية لآسفي مقالع قديمة للإسمنت بتراب جماعة أيير شمال مدينة آسفي إلى مطرح لطمر النفايات السامة والملوثة الناتجة عن حرق الفحم الحجري، رغم أن الدراسة العلمية التي أعدها مكتب دراسات مختص بطلب من المكتب الوطني للكهرباء، قد أبدت تخوفات خبراء من تلويث الأراضي الفلاحية والآبار والمياه الجوفية بفعل المخلفات السامة للمحطة الحرارية، وانعكاس كل ذلك على موطن الأحياء البحرية والبرية من نباتات وأسماك وطيور وماشية.
و كشفت دراسة علمية للآثار البيئية والاجتماعية للمحطة الحرارية أنجزت من قبل خبراء بطلب من المكتب الوطني للكهرباء، أن الحياة النباتية والحيوانية في المنطقة ستتأثر بعمل المحطة الحرارية، سواء على مستوى الأحياء البحرية أو البرية، كما أن المدار الحضري لمدينة آسفي سيصبح ضمن الشريط الخاضع لمنطقة التأثيرات المباشرة عند بدء أشغال توليد الكهرباء عبر حرق الشاربون في «توربين» ضخمة لإنتاج الطاقة.
وأوردت ذات الدراسة أن من بين الأحياء البرية التي ستتأثر بشكل مباشر من ملوثات المحطة الحرارية حشرة الجندب التي لم يسبق لعلماء الأحياء في المغرب أن حددوا مواطنها قبل أن تكتشف بأعداد كثيفة في محيط موقع المحطة الحرارية، بجانب طائر جلم الماء البليري المصنف عالميا والمهدد بالانقراض، كما تتوقع الدراسة العلمية ذاتها وقوع متغيرات طبيعة ومناخية في آسفي سواء على جودة مياه البحر أو الهواء.