شوف تشوف

الرئيسيةدين و فكر

السبعة الذين يظلهم الله في ظله

الحديث 659: عن أبي  هريرة رضي الله عنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: «سبْعَةٌ يُظِلُّهُم اللَّه في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وَشَابٌ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجلَّ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مَعلَّقٌ بِالمَسَاجِدِ ورَجُلان تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ، وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، ورَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فقال: إِنِّي أَخافُ اللَّه، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ، فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ»، متفق عليه.
أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه في يوم القيامة يوم العرض على الله عندما تدنو الشمس من الرؤوس قدر ميل، فلا يقي من حرها شيء، في ذلك الموقف العظيم الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين لا ظل إلا ظل عرش الرحمن، ولكن هناك مجموعة من الناس اختصهم الله بالاستظلال بظل العرش، تفضلا منه وإحسانا.
فأول هؤلاء السبعة: إمام عادل هو من عدل في رعيته، وحكم فيهم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ والإمام العادل يكون في البيت، وفي المدرسة، وفي الأمة، وفي أي مكان، ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
أما النوع الثاني: فهو ذلك الشاب الذي نشأ في طاعة الله، الذي عجب الله منه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: يعجب ربك من شاب ليس له صبوة فلا يعرف إلا القرآن ولا يعرف إلا ذكر الله تعالى، وقد خص الشاب بالذكر لأنه مظنة غلبة الهوى والشهوة والطيش، فكانت ملازمته للعبادة مع وجود الصوارف أرفع درجة من ملازمة غيره لها، والشباب المتصف بهذه الصفة ولله الحمد كثير، منذ القرون المفضلة إلى يومنا هذا، وهل كان أكثر أصحاب رسول الله إلا الشباب، ولا عبرة بالشواذ.
أما قوله عليه الصلاة والسلام: (ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه)، فهذه أعظم درجات المحبة، وهؤلاء من الأصناف الثلاثة الذين قال عنهم صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، ثم ذكر منها: أن يحب المرء لا يحبه إلا لله). فإذا أحببت رجلا لله، لا لتجارة ولا لمنفعة ولا لمكسب، فأبشر ثم أبشر، فأنت من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ومعنى (اجتمعا عليه) أي: دخلا في محبته سبحانه وتعالى، فكان اجتماعهما بسبب المحبة فيه، (وتفرقا عليه)، أي: سافر أحدهما وفارق صاحبه، أو مات أحدهما عن الآخر وهو حبيب له في الله.

الرجل الخامس: رجل قلبه معلق بالمساجد، وهذا وجه بلاغي، وهي كناية عن حضور القلب، وحضوره مع الصلوات، وهذه صفة لطائفة من الناس من الأخيار يؤتيهم الله من الاستقامة ما الله به عليم. وقوله: (قلبه معلق) معناه أن قلبه متوله بالمسجد، ولذلك تجد بعض الصالحين ينظر إلى ساعته دائما: متى يؤذن؟ تأخر المؤذن؟ كم بقي؟ متى تؤذنون في هذا البلد؟ وكان عليه الصلاة والسلام كما تقول عائشة يشتغل بمهنة أهله، ويخسف نعله ويرقع ثوبه، ويحلب شاته، ويكنس بيته، وهو أشرف من خلق الله عز وجل، قالت عائشة رضي الله عنها: (فإذا سمع النداء، قام من مجلسه، فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه).
الصنف السادس: رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، والمعنى الصحيح: أنه من إخفائه في الصدقة لا يعلم به إلا الحي القيوم، لا يدري أحد أنه تصدق إلا الله سبحانه وتعالى، فإذا أراد أن يتصدق أخفى ثم أعطى الفقير أو المسكين أو المستحق فلا يدري أنه تصدق إلا الله.
الصنف السابع: رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين. قالوا: هذه نهاية المراقبة لله الحي القيوم، فهي امرأة وهو مشته لها، ثم إنها ذات منصب، و ذات جمال، فهي تدعوه بجمالها، فقال: إني أخاف الله. فكان حقا على الله أوجبه على نفسه أن يظل هذا وأصنافه وأضرابه في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى