الزاير يخلف الأموي على رأس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل
النعمان اليعلاوي
تمخض المؤتمر الوطني للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الذي انعقد نهاية الأسبوع الماضي عن انتخاب عبد القادر الزاير كاتبا عاما للمركزية النقابية خلفا لنوبير الأموي الذي ترأس النقابة لأزيد من 40 عاما منذ تأسيسها. وقالت مصادر نقابية من الكونفدرالية، في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، إن انتخاب الزاير لقيادة المركزية النقابية جاء بالأغلبية المطلقة عقب المصادقة على مشاريع الأوراق، خاصة المتعلقة بالقوانين الأساسية والداخلية، والتي حافظت على صيغة انتخاب الكاتب العام من المؤتمر، بالرغم من اقتراح بعض الكونفدراليين تعديل المادة وانتخاب الكاتب العام من المجلس الوطني، وهي النقطة التي شكلت خلافا حادا داخل المؤتمر، حيث طالب عدد من المؤتمرين بفتح باب الترشيح لمنصب الكاتب العام من داخل المجلس الوطني، وعدم «تحجيمه»، فحسب، في الأعضاء من المؤتمر الذي يتشكل من القيادة المركزية ومكاتب النقابات القطاعية المنضوية تحت لواء الكونفدرالية.
وقالت مصادر «الأخبار»، إن الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والذي احتضنته مدينة بوزنيقة وامتد لثلاثة أيام، عرفت تصدعا بعد الخلاف الذي طرأ إثر النقاش القانوني حول الجهاز الذي يحق له انتخاب قيادة الكونفدرالية، ما جعل عددا من قيادة النقابة تعلن انسحابها من رئاسة المؤتمر، على رأسهم القيادي علال بلعربي، الذي وجه سهام الانتقاد إلى حكومة سعد الدين العثماني، واصفا عرضها في الحوار الاجتماعي بـ«الهزيل»، مشددا على أن الحكومة «عقدت اجتماعات للحوار الاجتماعي بدون أجندة ولا تصور ولا نعرف ماذا تريد هذه الحكومة».
وأكد القيادي في النقابة، خلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، أن الحكومة مطالبة بـ«معالجة المشاكل الاجتماعية للمغاربة في عمقها، خصوصا ظاهرة البطالة ومعضلة الصحة والتطبيب، وليس التقدم بمقترحات هزيلة وبئيسة»، محذرا مما وصفه بـ«مخاطر توجهات هذه الحكومة الملتبسة والغامضة في زمن مليء بالألغام»، مضيفا أن «الجيل الجديد للنقابة يتحمل مسؤولية استحضار الأهداف الاستراتيجية التي خلقت لأجلها هذه الكونفدرالية، بل ويجب تحصينها فكريا من التيارات الجارفة مهما كان مصدرها إن كانت نزعات إسلاموية جديدة أو أفكار اقتصاد السوق».