شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

الريسوني لم يسبق له أبدا أن رفض توسلات امرأة ومقاتلوه كانوا أشداء

ترجمة حصرية لمذكرات المغامِرة البريطانية روزيتا فوربس 2

يونس جنوحي

«شمس إفريقيا جعلت المشهد معتقا، لكن عندما تمر سحابة في الأفق، تجعل الإضاءة تنعكس على مشهد القرى البعيدة خلف التلال التي تخترق السماء.

كان ممكنا أيضا رؤية الأرض الشاسعة حيث كان يصطف عشرات القناصة من مقاتلي الريسوني الذين يهاجمون القوات الإسبانية. تظهر لنا قلعة «بن كريش» كما لو أنها سور مسنن بعيد. هنا بُني مركز مراقبة إسباني مكان بيت صغير تركه الريسوني عندما سيطرت القوات الإسبانية على «عين فندق». على بعد أمتار منه، يوجد المسجد حيث كان يؤدي الصلاة ويدعو الله لكي تحصل معجزة، حيث يؤمن هو وأتباعه بأن الله منحها لهم خلال كارثة «المحلة».

جاء صبي وقدّم لي باقة من الزهور. كانت عبارة عن قبطة مكدسة من ورود «بذور مجد الصباح» وأخرى صفراء. وقال لي:

-هناك شيئان جميلان فقط في هذا العالم: النساء والورود.

-لكن أليست النساء أجمل من الورود؟

-والله إنهما متساويان. إن مولانا الشريف (الريسوني) لم يسبق له أبدا أن رفض طلب وتوسلات امرأة. لكن والله إن الورود أقل إثارة للمشاكل من النساء.

عبر التلال التي كانت أمامنا، كان رجال الريسوني معتادين على الاختباء خلف أشجار التين وخط وادي «دردارة».

قال لي الرجل الإسباني الذي يسافر معي:

-رجال القبائل التابعون للريسوني يختبئون هناك. ويقتنصون رجالنا مثل الأرانب. إن قائدهم رجل يتبع استراتيجية متقنة. إننا نخوض حربا ضد الأشباح، ونفقد ثلاثين رجلا مقابل رجل واحد منهم.

عبر التلال التي توجد أمامنا، كان يمتد خط كبير من المقاتلين ببذلاتهم الرمادية، حيث كانوا يستعدون لركوب الشاحنات مع العسكر. كانت عينا السائق تلمعان، عندما قال لي:

-إنه من الممكن أن نرى بعض الأشياء من هنا بعد كل هذا.

وكان يشير بيديه لكي يسمح لمركبة بعجلتين حتى تعبر إلى أسفل الوادي.

لمدة ساعة تقريبا، ونحن نتجاوز وحدات من القوات العسكرية المتنوعة التي كانت تسير في خطين، وصولا إلى «دار يعقوب»، حيث أشارت التقارير إلى وجودها في «مكان ما» في الجبال غربا.

كانت تعلو المكان سحابة من الغبار، كما لو أن معركة طوقت الجبل. صف طويل من البغال تسير في ذلك الاتجاه. ومن بعيد، كانت تبدو لنا خطوط وآثار الدخان.

تمتم مرافقي:

-هل هناك فعلا ما يمكن القيام به؟

لم أجبه. كان يبدو لي أن الجو كان أدفأ من أن نحتاج إلى إشعال النار.

قطعنا فردا بفرد، في اتجاه جبل «ماجة»، وافترقنا مع قوات المشاة الذين كانوا يسيرون في خطين.

علو هذا الجبل كان يبهر المغاربة، ويقولون إن ابنة النبي نوح دفنت في قمته. المكان الوحيد الذي نجا من السيول.

عند كل مرتفع في التلال، كان يبدو لنا منظر قلعة بعيدة. مكانها المعزول تماما كان يتيح رؤية كافة المساحة المحيطة بها.

كانت تبدو لنا أيضا قطعان من الماعز ترعى في المكان، لكننا لم نر الرعاة.

ثم وصلنا إلى السور الذي يحرسه رجال الريسوني حيث كانت توجد قنطرة في المكان. ومرة أخرى سمعت اسم الريسوني.

-هنا قُتل رجل كان بجانب الريسوني، عندما توقف وسط المعركة لكي تشرب الخيول.

كانت تظهر لنا صفوف من الخيام عند حافة الجرف، وصفوف من الخيول مربوطة بإحكام. وخلف هذا المشهد كله، كانت تلوح لنا «دار يعقوب».

لكن قبل الوصول إليها، بلغنا الكيلومترات الأخيرة إلى «الشاون». المدينة التي أحاط بها الغموض ذات فترة. حيث كان الرجال يذكرون اسمها همسا، لانتماء رجال قبائل «أحماس» إليها، والذين كانوا أكثر رجال قبائل توحشا. قبل عشرين عاما، قاموا بإحراق المسيحيين في مكان السوق. ولا يزال ذلك المكان يسمى الآن «الطريق إلى مكان المحروقين».

رجال «الشاون» لديهم لغة سرية. وإذا لم يبح الغريب بكلمة المرور عند بوابة المدينة المقدسة، فإن رأسه سوف يقطع، ويُملح ويخلل، ويُمسك من الأذنين لكي «يُزين» أعلى البوابة».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى