إعداد: سفيان أندجار
ينافس المغرب على تنظيم أكبر الأحداث العالمية في مختلف الرياضات ويبقى أبرزها كأس العالم لكرة القدم، ووضع جلالة الملك اللبنات من أجل تحقيق هذا الحلم، عندما قام بإنشاء الملاعب والقاعات الرياضية بعدد من المدن، ولتصبح أيقونات رياضية، بالإضافة إلى إعادة تأهيل مركبات أخرى وإنشاء أكاديميات، حتى أضحى المغرب قبلة لمنافسات رياضية قارية وعالمية. وترصد «الأخبار» أهم التظاهرات الرياضية العالمية التي ينافس عليها المغرب، والتي كسب تنظيمها وفي مقدمتها كأس العالم لكرة القدم 2030.
مونديال 2030.. الرهان الأكبر
عقب تسليم ملف الترشيح الرسمي من قِبل رؤساء اتحادات المغرب وإسبانيا والبرتغال إلى «جياني إنفانتينو»، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، شدد الثلاثي على أن هناك طموحا لتنظيم البطولة العالمية وتقديم أفضل نسخة ممكنة.
ملف الترشح لاستضافة كأس العالم 2030 والذي عرض على أنظار رئيس «الفيفا»، بَيَّنَ الجهود التي بذلها المغرب والذي يعد صاحب اليد العليا، حيث ستقام مباريات في 6 ملاعب في ربوع المملكة، مع الترشح لخوض المباراة النهائية على ملعب الحسن الثاني الجديد بمدينة الدار البيضاء.
والمملكة من خلال احتضان هذه التظاهرة الرياضية الكبرى تهدف إلى بناء جسور بين الثقافات، وتقديم بيئة مرحبة إلى المشجعين والزوار من جميع الخلفيات، وترك إرث حقيقي في الاستدامة، والابتكار، والاستثمار.
ويحظى الملف المغربي بالإعجاب، خصوصا أن هناك رؤية وتخطيطا فنيا في ما يتعلق بوسائل النقل والإقامة والبنية التحتية المقترحة لاستخدامها في مونديال كرة القدم 2030، بالإضافة إلى الشغف الكروي الذي يحظى به المغرب.
كما أن المغرب سيستضيف خمس نسخ متتالية من كأس العالم لكرة القدم للسيدات تحت 17 سنة، بدءا من سنة 2025.
وستصبح المملكة المغربية أول دولة إفريقية تنظم مونديال السيدات تحت 17 سنة، لخمس نسخ متتالية بين عامي 2025 و2029.
المغرب.. منقذ إفريقيا
فاز المغرب بحق استضافة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم لعام 2025، بعدما سحبت نيجيريا والبنين ملفهما المشترك، فيما نالت كينيا وتنزانيا وأوغندا حق استضافة نسخة 2027، وفق ما أعلن عنه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، خلال اجتماع لجنته التنفيذية في العاصمة المصرية القاهرة.
وسيحتضن المغرب النهائيات القارية للمرة الثانية في تاريخه، بعد نسخة 1988 التي ظفر بلقبها المنتخب الكاميروني.
كما استعانت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم من جديد بالمغرب، لاستضافة النسخة الرابعة من دوري أبطال إفريقيا للسيدات، التي تقرر تنظيمها في الفترة من 9 إلى 23 نونبر المقبل، علما أن المملكة سبق وأن استضافت النسخة الثانية لعام 2022، على مستوى أندية كرة القدم النسائية في القارة السمراء.
وأكد «الكاف»، في بلاغه، أن بطولة دوري أبطال إفريقيا للسيدات لعبت دورا محوريا في تطوير كرة القدم النسائية، داخل القارة الإفريقية منذ انطلاقها، مشيرا إلى أن اختيار المغرب لاستضافة النسخة المقبلة من البطولة، يأتي بعد نجاحه في تنظيم كأس أمم إفريقيا للسيدات 2022.
كما اختار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم المملكة من أجل تنظيم حفل جوائز «الكاف» لنجوم كرة القدم الإفريقية، يوم 16 دجنبر2024، وأيضا كأس الأمم الإفريقية للإناث 2026.
وأصبح المغرب القبلة الرئيسية لـ«الكاف» ومنقذه، وذلك باعتراف من رؤساء أعلى هيئة كروية في القارة السمراء، والذين أكدوا أن المغرب هو الدولة التي تسخر جميع إمكانياتها في سبيل خدمة كرة القدم الإفريقية، من خلال استقبال التظاهرات الرياضية، وأيضا المؤتمرات وحفل توزيع جوائز أفضل الرياضيين.
«فورمولا 1» من قلب البوغاز
دخلت مدينة طنجة دائرة اهتمام الاتحاد الدولي لرياضة السيارات FIA»»، وتم اعتباره وجهة محتملة لبطولة «الفورمولا 1» الجديدة، مما يمثل خطوة هامة لرياضة السيارات في المملكة المغربية ولعجلة الاقتصاد، وتحديا جديدا للسائقين.
وذكرت صحيفةAtalayar» » الإسبانية أن الاتحاد الدولي لرياضة السيارات رشح مدينة طنجة من ضمن مجموعة من المدن الأخرى، لاستضافة سباق الجائزة الكبرى لـ«الفورمولا 1» في السنوات المقبلة.
وأعرب محمد بن سليم، رئيس الاتحاد الدولي للسيارات FIA»»، في عدة مناسبات، عن رغبته في تمثيل القارة الإفريقية في هذه البطولة العالمية.
وتبرز طنجة كواحدة من المدن المرشحة لاستضافة سباق الجائزة الكبرى لـ«الفورمولا 1»، وهو ما يمثل لحظة مهمة لرياضة السيارات في المغرب. وفي حال الموافقة، ستكون هذه هي المرة الأولى التي يستضيف فيها المغرب سباق «الفورمولا 1» منذ عام 1958، عندما أقامت البلاد حدثها الافتتاحي في الدار البيضاء.
إن إقامة سباق الجائزة الكبرى لـ«الفورمولا 1» ستفيد البلاد اقتصاديا وستجذب إليها استثمارات كبيرة في مجال السياحة، لكنها قبل كل شيء ستساعد على سمعة المغرب كمضيف للحدث. والشعبية المتزايدة لحلبات الشرق الأوسط في «الفورمولا 1» تدعم العرض المغربي لإدراجه في التقويم.
بطولة العالم للكراطي بالرباط
كشفت الجامعة الملكية المغربية للكراطي وأساليب مشتركة، أن المملكة ستحتضن بطولة العالم للكراطي للصغار والناشئين وأقل من 21 سنة، ما بين 14 و18 أكتوبر 2026، بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط.
وأبرزت الجامعة أن هذا الحدث الرياضي الكبير سيجمع أفضل ممارسي الكراطي على مستوى العالم.
قرار اختيار المغرب من أجل احتضان نسخة 2026 اتخذ خلال انعقاد لجنة تضم أعضاء الجامعة الدولية للكراطي، وكذا ممثلين عن كل بلد مشارك، ويعكس هذا الاختيار الثقة التي تحظى بها المملكة من أجل إنجاح هذه التظاهرة الرياضية العالمية.
وتابعت أن اختيار المغرب لاحتضان هذه المنافسة يستند إلى التاريخ المميز للمملكة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.
وأشار بلاغ في الموضوع إلى أن المغرب برهن عن خبرة وكفاءة جعلتا منه قبلة للمنافسات العالمية من مستوى عال، مضيفا أن المملكة تملك بنيات تحتية رياضية ذات جودة عالية وقادرة على احتضان حدث من هذا المستوى، كما توفر للمشاركين وللجمهور تجهيزات حديثة ومرافق متميزة.
الفنون القتالية المختلطة في القفص المغربي
هناك مجموعة من الرياضات العالمية تضع المغرب ضمن أولوياتها من خلال احتضان منافساتها، لما تزخر به المملكة من خصائص وما تعرفه من تطور في البنيات التحتية، وما تحظى به من الشغف الرياضي والذي يساعد على إنجاح هذه التظاهرات.
ومن بين الرياضات التي ترغب في أن يكون المغرب مسرحا لها، رياضة الفنون القتالية المختلطة والتي ينتظر أن تجعل من المملكة محطتها الأولى في شمال إفريقيا، بعد النجاح الذي حقق في منطقة الشرق الأوسط وقبلها أمريكا وأوروبا.
وتدرس رابطة المقاتلين المحترفين، وهي المنظمة الوحيدة في فنون القتال المختلطة التي تعتمد على شكل موسم رياضي، بأن يكون المغرب قبلة لها، حيث يتنافس المقاتلون بنظام الدوري خلال الموسم، كما تقام نزالات فاصلة، وبطولات على مدار العام. كما يتمتع دوري المقاتلين المحترفين برؤية عالمية واسعة للرياضة، عن طريق إقامة «دوري أبطال الفنون القتالية المختلطة». في أوروبا، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمزيد من الدوريات الدولية قيد التطوير، كما يطبق دوري المقاتلين المحترفين أنظمة تكنولوجية ومبتكرة عبر قفص القتال الذكي الخاص به، والذي يدعم تحليلات النزال، والمراهنات الفورية، بالإضافة إلى تسجيل النتائج بالذكاء الاصطناعي، مما يتيح للمشاهد تجربة فريدة من نوعها تحاكي الجيل المقبل.